اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
ظهر مصطلح 'التدريب حتى الفشل' في صالات الألعاب الرياضية بوصفه سلاحًا سريًا لبناء العضلات، لكنه أصبح اليوم محل جدل بين العلماء والمدرّبين. هذا النمط من التمارين يعني ببساطة أداء التمرين حتى تعجز عضلاتك عن تنفيذ تكرار إضافي، بحسب الرجل.
لكن وفق دراسة تحليلية حديثة نُشرت في مجلة Sports Medicine في يناير 2023، وأشرف عليها الدكتور مايكل زوردوس (Michael Zourdos)، رئيس قسم علوم التمارين بجامعة فلوريدا أتلانتيك، فإن هذا الأسلوب ليس دائمًا الخيار الأفضل.
حللت الدراسة بيانات من 55 بحثًا علميًا سابقًا، ووجدت أن التدريب حتى الفشل قد يساعد في تضخيم العضلات لدى بعض الأشخاص، لكنه ليس ضروريًا لتحسين القوة العضلية. وهذا يَعني أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين بانتظام ومن دون بلوغ مرحلة الإنهاك التام يمكنهم أن يحققوا نتائج صحية وبدنية جيدة، وربما مستدامة أكثر.
هل يناسب الجميع؟ ومتى يصبح خطرًا؟
يحذّر الباحثون من أن التدريب حتى الفشل يجب أن يُستخدم بذكاء، لا بوصفه قاعدة دائمة في كل تمرين. فرغم فوائده في بعض الحالات، فإن له تكلفة بدنية قد تُعيق التقدّم. يقول زوردوس: 'في كثير من الحالات، يؤدي هذا النوع من التدريب إلى إرهاق مفرط يجعل المتدرّب يتغيب عن حصصه التالية، ما يعيق الالتزام على المدى الطويل'. وفي حالات نادرة، قد يؤدي الإفراط إلى الإصابة بمتلازمة تحلل العضلات، وهي حالة قد تسبب تلفًا في الكلى.
من جانبه، يرى جيمس فيشر، الباحث في علوم الرياضة من مدينة ساوثهامبتون البريطانية، أن فكرة الإنهاك التام قد تنفّر كثيرين من ارتياد النوادي. ويضيف: 'ما نحتاج إلى مناقشته هو مقدار الجهد المطلوب، وليس مقدار الوقت في النادي'، مشيرًا إلى أن المبالغة في الإرهاق لا تعني بالضرورة نتائج أفضل، خصوصًا لدى المبتدئين أو من يسعون إلى تحسين صحتهم العامة لا إلى الوصول لأداء رياضي نخبوي.
كيف تطبّق الأسلوب بأمان؟
إذا كنت تبحث عن تعزيز اللياقة أو بناء عضلات أقوى، يمكنك الاقتراب من حدّ الفشل من دون الوصول إليه تمامًا. يُنصح مثلًا بأداء التمارين حتى 5 إلى 10 تكرارات قبل الوصول للإنهاك، وهي طريقة فعالة وآمنة نسبيًا.
أما المتدرّبون المحترفون فيمكنهم تخصيص أسلوب التدريب حتى الفشل للحصة الأخيرة من التمارين أو في أيام محددة، بشرط إعطاء العضلات فترات راحة كافية تمتد إلى يومين على الأقل.
ويذكّر فيشر بأن 'أفضل تمرين هو التمرين الذي تستمر في ممارسته'، مؤكدًا أن تدريب القوة يظل أحد أفضل ما يمكن القيام به لتحسين الصحة العامة وجودة الحياة. التدريب الذكي، وليس العنيف، هو ما يصنع الفارق الحقيقي.