السوسنة - يشهد قطاع الروبوتات الشبيهة بالبشر في الصين طفرة غير مسبوقة، حيث تدفع شركات التكنولوجيا رواتب تتجاوز ثلاثة أضعاف متوسط الأجور في المناطق الحضرية، في محاولة لاستقطاب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، وسط نقص حاد في الكفاءات المتخصصة.

وبحسب تقرير صادر هذا الأسبوع عن منصة التوظيف الإلكترونية 'زاوبين'، ارتفع متوسط الراتب الشهري لمهندسي خوارزميات الروبوتات إلى 31,512 يوانًا (نحو 4386 دولارًا)، ويصل إلى 38,489 يوانًا للخبراء الذين يمتلكون أكثر من خمس سنوات من الخبرة، أي ما يقارب أربعة أضعاف متوسط الرواتب الشهرية في المدن الصينية، البالغ 10,058 يوانًا.

وتشير البيانات إلى أن وظائف مهندسي التصميم الميكانيكي في هذا القطاع تقدم أيضًا أجورًا مرتفعة، بمتوسط 22,264 يوانًا شهريًا، وفقًا لما أورده موقع 'SCMP' واطلعت عليه 'العربية Business'.

ويأتي هذا الارتفاع الكبير في الرواتب ضمن قطاع يعاني من شح المواهب المتخصصة، في وقت تشهد فيه سوق العمل الصينية ضغوطًا متزايدة بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي، وتسريحات واسعة في قطاعات متعددة، مع تسجيل معدل بطالة الشباب (باستثناء الطلاب) عند 15.8% في أبريل الماضي.

وسجلت فرص العمل في قطاع الروبوتات البشرية ارتفاعًا لافتًا بنسبة 409% خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين زادت طلبات التوظيف بنسبة 396%. أما قطاع الروبوتات التقليدية فشهد ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 6% في الوظائف، و32% في عدد المتقدمين.

ويعزو التقرير هذا النمو السريع إلى التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تزايد الطلب على حلول التصنيع الذكي والرعاية الصحية لكبار السن، ما سرّع من تسويق الروبوتات البشرية.

ومع تعقيد الأنظمة البشرية من حيث الخوارزميات والهياكل الميكانيكية، باتت الشركات مضطرة لدفع رواتب مجزية لجذب المهارات النادرة، خاصة مع توقعات بأن يكون عام 2025 نقطة تحول نحو الإنتاج الضخم في هذا القطاع، بدعم من سياسات وطنية ومحلية واسعة.

وتُقدّر قيمة سوق الروبوتات البشرية في الصين بنحو 5.3 مليار يوان خلال العام الحالي، بزيادة تفوق الضعف مقارنة بعام 2024، وقد تصل إلى 75 مليار يوان بحلول عام 2029، ما يمثل نحو 32.7% من السوق العالمية، فيما يُتوقع أن تبلغ قيمتها 300 مليار يوان محليًا بحلول عام 2035.

ورغم النمو السريع، لا تزال الشركات الكبرى، ومنها شركة 'Unitree' الرائدة في القطاع، تعاني من نقص في الكوادر المؤهلة. وقال مؤسس الشركة، وانغ شينغ شينغ، خلال منتدى لريادة الأعمال في شنغهاي: 'نواجه نقصًا في الكفاءات على جميع المستويات، من الإدارة إلى البحث والتطوير والمبيعات. الجميع مرحب بهم'.

كما شهد منتدى الذكاء الاصطناعي المتجسد في بكين مؤخرًا دعوات صريحة لجذب المواهب، كان أبرزها عرض مباشر من قبل تشاو تونغ يانغ، مؤسس شركة 'Zhongqing Robots'، الذي دعا إلى دعم العقول البشرية التي تقف خلف أدمغة الروبوتات.

ووفقًا لبيانات إدارة الدولة لتنظيم السوق، بلغ عدد الشركات العاملة في قطاع الروبوتات الذكية في الصين 451,700 شركة بنهاية عام 2024، بزيادة بلغت 207% مقارنة بعام 2020، ما يعكس الزخم الكبير الذي يشهده هذا القطاع الحيوي.