الحقيقة الدولية - تحت رعاية الأميرة سمية بنت الحسن المعظمة، انطلقت صباح اليوم الأحد فعاليات أسبوع المياه العربي السابع في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت. ويشهد المؤتمر مشاركة واسعة من مختلف الدول العربية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى مؤسسات تمويلية ومانحة معنية بقطاعات المياه على مستوى العالم.

ويقام المؤتمر هذا العام تحت عنوان 'نحو الفعالية والاستدامة في المرافق من خلال ترابط المياه والطاقة والبيئة والغذاء'، بتنظيم من الجمعية العربية لمرافق المياه (أكوا) وبالتعاون مع وزارة المياه والري الأردنية والمجلس الوزاري العربي للمياه التابع لجامعة الدول العربية.

وأكد وزير المياه والري الأردني المهندس رائد أبو السعود خلال كلمته في افتتاح المؤتمر على أن الأردن لا يزال يواجه تحديات مائية جمة تجعله من أكثر الدول فقرًا بالمياه وتحديًا في مواجهة الأمن المائي.

وأشار إلى أن قطاع المياه يسعى جاهدًا لحماية موارده المائية، خاصة الجوفية، والمحافظة عليها من خلال البدء بتنفيذ المشروع الوطني الطموح لتحلية مياه البحر الأحمر في العقبة لتأمين احتياجات المواطنين والمقيمين في المملكة من جميع المصادر المتاحة، بهدف تحقيق توازن مستدام بين العرض والطلب على المياه، والسعي للمحافظة على مصادر المياه المشتركة وضمان الحقوق المائية العادلة.

وأضاف الوزير أبو السعود أن وزارة المياه والري ومؤسساتها تعمل على مدار الساعة لضمان الحفاظ على كل قطرة ماء والحد من الهدر ومنع الاعتداءات على المصادر المائية. وأوضح أن تنفيذ مشروع الناقل الوطني سيساهم في تعافي الأحواض الجوفية التي عانت لسنوات طويلة من الاستنزاف والضخ الجائر، بالإضافة إلى جهود خفض الفاقد والتوسع في الاستفادة من المصادر غير التقليدية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة والمتطورة لضمان الاستخدام الفعال والمستدام للمياه.

وناشد الوزير المشاركين في المؤتمر بضرورة تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لتحقيق التنمية المستدامة وضمان الأمن الغذائي والمائي، وتوظيف التقنيات الحديثة وتبادل الخبرات وبناء القدرات ودعم الابتكار والاستثمار في هذا المجال، مع ضرورة إشراك المجتمعات المحلية في إدارة الموارد المائية وحمايتها، والتركيز على تحقيق الأمن المائي العربي ضمن رؤية متكاملة ومستدامة.

من جانبه، أكد وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور هاني سويلم على أن انعقاد الأسبوع العربي للمياه يأتي إدراكًا عميقًا لحقيقة أن التحديات المائية لم تعد قطاعية ولا يمكن مواجهتها بحلول منفردة، بل تتطلب منهجًا تكامليًا يربط بين المياه والطاقة والبيئة والغذاء، وهي دعائم الأمن القومي العربي. وأشار إلى أن المنطقة العربية تعد من أكثر مناطق العالم تأثرًا بندرة المياه، حيث تصنف 19 دولة من أصل 22 ضمن نطاق الشح المائي، وتقع معظم الدول العربية ضمن فئة الفقر الحاد في المياه.

ولفت الدكتور سويلم إلى أن تصاعد النزاعات طويلة الأمد جعل أزمة الوصول إلى المياه واحدة من أخطر التحديات الإنسانية، مشيرًا بشكل خاص إلى الأزمة المائية غير المسبوقة التي يواجهها قطاع غزة نتيجة للعدوان المستمر الذي استهدف بشكل ممنهج البنية التحتية الحيوية للمياه. وأعرب عن إدانته الشديدة لهذه الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لضمان وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المياه النظيفة، إلى سكان غزة ودعم إعادة بناء البنية التحتية.

وأشاد وزير المياه والبيئة اليمني المهندس توفيق الشربجي بالتجارب المائية الأردنية والمصرية، مؤكدًا سعي بلاده للاستفادة منها في تطوير قطاع المياه والري في اليمن. كما أكد الدكتور محمد مصطفى رئيس جهاز الشرب والصرف الصحي في مصر على أن قطاعات المياه والصرف الصحي تعد من أولويات الحكومات لتحقيق التنمية الشاملة، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين القطاعات العربية وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات المائية المشتركة.

بدوره، أوضح المهندس خلدون الخشمان أمين عام الجمعية العربية لمرافق المياه (أكوا) أن هذا المؤتمر أصبح ملتقى هامًا للخبراء وصناع القرار والقطاع الخاص العاملين في قطاع المياه والصرف الصحي، مشيرًا إلى مشاركة العديد من المنظمات والهيئات الدولية التي ستنظم جلسات عمل للتباحث وتبادل الأفكار وإيجاد حلول للتحديات المشتركة التي تواجه المنطقة العربية وتعميق التعاون وبناء الشراكات بين الدول العربية والعالم.

ويتضمن المؤتمر نحو 35 جلسة عمل حوارية يشارك فيها 160 خبيرًا في مجال المياه والصرف الصحي من مختلف دول العالم، لمناقشة قضايا الحلول الذكية في تكنولوجيا المياه والصرف الصحي، والتغير المناخي، والتطوير المؤسسي، وبناء القدرات، والتخطيط الاستراتيجي والمالي لمرافق المياه، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وعلى هامش افتتاح المؤتمر، أطلق وزير المياه والري والسفير الألماني لدى المملكة المكتبة الإلكترونية لوزارة المياه والري.

الحقيقة الدولية - وكالات