لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٣ أيار ٢٠٢٥
منذ فجر الحضارات وتدوين التاريخ، ظل الكون الفسيح وأسرار علم الفلك يثيران فضول البشرية. فعندما يرفع المرء بصره نحو سماء الليل الصافية، يكاد يكون من المحال ألا يغمره شعور بالإعجاب أمام عظمة الكون الشاسع واتساعه اللامتناهي مقارنة بوجودنا الضئيل.
من هذا المطلف، يأتي اليوم العالمي لعلم الفلك كمبادرة تهدف لمشاركة هذا الشغف والمعرفة بعجائب الفضاء الخارجي مع الجمهور. كما يمثل هذا اليوم فرصة سانحة لكل من يستهويه عالم الفضاء العميق لاستكشاف هذا الشغف وتعميق فهمه لأسراره.
ولعشاق الفضاء بشكل خاص، تجدر الإشارة إلى أن هذا اليوم المميز يحتفل به مرتين كل عام، مرة في فصل الربيع، ومرة أخرى في فصل الخريف، وذلك احتفاء بتغير مواقع الكواكب والنجوم وظهور تشكيلات فلكية جديدة ومتنوعة يمكن رصدها في أوقات مختلفة من السنة.
ظواهر فلكية في شهر مايو
منذ مطلع عام 2025، شهدنا بالفعل بعض الأحداث الفلكية البارزة، مثل اقتران الكواكب الذي شكل ما يشبه 'الوجه المبتسم' والكسوف الشمسي الجزئي. والآن، يستعد شهر مايو ليقدم لعشاق الكون تسع تحف سماوية مذهلة، نستعرضها معكم بمناسبة اليوم العالمي لعلم الفلك، إليكم تفاصيلها:
في الثالث من مايو: لقاء سماوي بين القمر والمريخ وعنقود خلية النحل
بعد غروب شمس الثالث من مايو مباشرة، توجهوا بنظركم نحو الأفق الغربي لمشاهدة تجمع مهيب لآلاف النجوم المتلألئة، وهو عنقود خلية النحل المعروف باسم ميسييه 44. سيظهر هذا العنقود البديع أسفل الهلال النحيل للقمر.
وبين هذه النجوم اللامعة، ستلاحظون نجما يتميز بمسحة حمراء خفيفة، إنه كوكب المريخ الأحمر. ولكن لتجربة مشاهدة مثالية، ينصح باستخدام تلسكوب أو منظار ثنائي العينين.
في الخامس من مايو: ذروة زخات شهب إيتا أكواريد
ستكون زخات شهب إيتا أكواريد نشطة في الفترة الممتدة من العشرين من أبريل وحتى الحادي والعشرين من مايو، ولكنها ستبلغ أوج نشاطها في ليلة الخامس من مايو وصباح السادس منه.
ترتبط هذه الزخات بمذنب هالي الشهير، وسيكون سكان نصف الكرة الجنوبي على موعد مع رؤية ما يقارب عشرة شهب في الساعة، والتي سترسم خطوطا براقة من الضوء في سماء الليل.
في السادس من مايو: الاعتدال الزحلي
قد يكون يوم السادس من مايو الحدث الأكثر تميزا في هذه القائمة، فهو ظاهرة سماوية لا تتكرر إلا مرة واحدة كل خمس عشرة سنة أرضية.
في هذا اليوم، ستشرق الشمس عموديا تماما فوق خط استواء كوكب زحل العملاق، مما سيجعل حلقاته الشهيرة تبدو وكأنها خط رفيع يكاد يختفي من مجال الرؤية. إنها فرصة نادرة لمشاهدة هذا الكوكب بحلقاته من منظور فريد.
في الحادي عشر من مايو: إطلالة على عنقود كروي متلألئ
العنقود الكروي هو تجمع كروي كثيف يضم آلاف النجوم التي تربطها قوى الجاذبية المتبادلة، مما يجعله يظهر في السماء وكأنه كرة متلألئة من الضوء. وفي الحادي عشر من مايو، ستكون الفرصة سانحة لرؤية أحد هذه العناقيد البديعة، وهو العنقود الكروي ميسييه 5، الذي سيزين سماء الليل ببريقه الأخاذ.
في الثاني عشر من مايو: اكتمال القمر وتألقه باسم 'قمر الزهور'
يكتمل القمر بدرا في الثاني عشر من مايو، وكما جرت العادة في تقويم المزارعين، يطلق على قمر شهر مايو اسم 'قمر الزهور'. تعكس هذه التسمية الفترة التي تتفتح فيها أزهار الربيع بألوانها الزاهية في سماء أمريكا الشمالية، ليضفي القمر بضوئه الكامل جمالا مضاعفا على الطبيعة.
في الثاني والعشرين من مايو: لقاء سماوي بين القمر وكوكب زحل
في ليلة الثاني والعشرين من مايو، سيقترب كوكب زحل من القمر الهلال ليظهرا متجاورين في السماء. سيفصل بينهما حوالي درجتين وثمان وعشرين دقيقة قوسية، وهو ما يعادل تقريبا عرض إصبعين ونصف الخنصر عند مد الذراع.
ولمشاهدة هذا الاقتران السماوي بوضوح، ينصح باستخدام المناظير الفلكية بدلا من التلسكوبات للحصول على مجال رؤية أوسع يضم كلا الجرمين السماويين في إطار واحد.
في السادس والعشرين من مايو: ليلة مثالية للتأمل في النجوم
سيكون ليل السادس والعشرين من مايو فرصة سانحة لعشاق مراقبة النجوم. فمع صفاء السماء وظلام ليلة القمر الجديد، ستكون الظروف مثالية لرؤية أعمق وأبعد في الكون، حيث ستتاح الفرصة لرصد المجرات البعيدة والسدم المتلألئة بوضوح أكبر.
لذا، قد تكون هذه الليلة هي الأنسب لقضاء أمسية رومانسية تحت ضوء النجوم مع شريكك.
في الثامن والعشرين من مايو: فرصة لرؤية التجمع النجمي الكروي القريب
إذا فاتتكم فرصة مشاهدة التجمع النجمي الكروي في الحادي عشر من مايو، فلا تقلقوا، حيث ستتاح فرصة أخرى في الثامن والعشرين من الشهر نفسه.
في هذا اليوم، ستكون نجوم 'ميسييه 4' مرئية بوضوح، وهو أقرب تجمع نجمي كروي إلى كوكبنا الأرض. استعدوا لرؤية مجموعة كثيفة من النجوم المتراصة في شكل كروي بديع.
في الحادي والثلاثين من مايو: ذروة تألق كوكب الزهرة في سماء الصباح
في الحادي والثلاثين من مايو، سيصل كوكب الزهرة إلى أقصى استطالة غربية له عن الشمس في سمائنا. وهذا يعني أنه سيبلغ أقصى مسافة زاوية له غرب الشمس، مما سيجعله يظهر كنجم الصباح الساطع بشكل لافت في ساعات ما قبل الفجر.
استيقظوا مبكرا للاستمتاع بمنظر هذا الكوكب اللامع وهو يزين الأفق الشرقي قبل شروق الشمس.
في النهاية، يمكننا التأكيد علة إن اليوم العالمي للفلك ليس مجرد مناسبة لاكتساب المزيد من المعرفة حول هذا العلم الآسر، بل يمثل أيضا فرصة قيمة لقضاء أوقات ممتعة ومثرية مع العائلة والأصدقاء والأشخاص الآخرين الذين يشاركونك نفس الاهتمامات والشغف بعالم النجوم والكواكب.
لذلك، إذا كنتم من عشاق الفلك والظواهر السماوية الفريدة، استعدوا، حيث يحمل شهر مايو هذا العام في طياته مجموعة متنوعة من الأحداث الفلكية المميزة والرائعة التي تستحق المتابعة والرصد عن قرب. هذه الأحداث التي ستزين سماءنا خلال هذا الشهر علينا ألا نفوت فرصة الاستمتاع بها، خاصا أن من بينها ظواهر لا تتكرر كثيرا.