سجّل منتخبا كوراساو والرأس الأخضر حضورًا تاريخيًا في كأس العالم 2026، إذ خطفت كوراساو بطاقة التأهل لأول مرة في تاريخها لتصبح أصغر دولة من حيث عدد السكان تشارك في المونديال، فيما حققت الرأس الأخضر أول تأهل لها أيضًا، لتمنح البطولة أصغر بلد من حيث المساحة يصل إلى النهائيات.

تقع كوراساو في جنوب البحر الكاريبي، وعاصمتها ويلمستاد، وتبلغ مساحتها 444 كيلومترًا مربعًا، ويقطنها نحو 157 ألفًا و700 نسمة. وترتبط الجزيرة دستوريًا بمملكة هولندا بصفتها دولة مكوِّنة تتمتع بالحكم الذاتي الداخلي، بينما تتولى هولندا شؤون الدفاع والعلاقات الخارجية.

وبرز اسم كوراساو عالميًا بعد تأهل منتخبها يوم 18 نوفمبر 2025 إلى نهائيات كأس العالم، ليصبح المنتخب أقل الفرق مشاركة من حيث عدد السكان في تاريخ البطولة. وحسم المنتخب تأهله بتعادل سلبي أمام جامايكا متصدرًا المجموعة الثانية في تصفيات الكونكاكاف دون أي هزيمة.

وفي العاصمة برايا، عمّت الاحتفالات شوارع الرأس الأخضر بعد فوز منتخب 'القروش الزرقاء' بثلاثية نظيفة على إسواتيني، ليحسم صدارة المجموعة الرابعة في التصفيات الأفريقية المؤهلة مباشرة إلى المونديال. وجاءت الأهداف عبر دايلون ليفرامينتو (48)، وويلي سيميدو (54)، وستوبيرا (90+1).

ويمثل التأهل تتويجًا لمسار تصاعدي لكرة القدم في الرأس الأخضر خلال العقد الأخير؛ فمنذ ظهورهم الأول في كأس أمم أفريقيا عام 2013، شارك المنتخب في أربع نسخ من أصل ست، وبلغ ربع النهائي في نسخة 2023 بعد تصدره مجموعة ضمت مصر وغانا. ورغم غيابهم عن النسخة المقبلة من البطولة القارية، فإن بلوغ كأس العالم يعزز مكانتهم كأحد أبرز المنتخبات الصاعدة في القارة.

وبمساحة لا تتجاوز أربعة آلاف كيلومتر مربع، وعدد سكان يقارب 524 ألف نسمة، تدخل الرأس الأخضر التاريخ كأصغر بلد مساحة يشارك في كأس العالم، وثاني أقل بلد سكانًا يخوض النهائيات بعد آيسلندا في 2018.

ولا يمثل تأهل الرأس الأخضر إنجازًا رياضيًا فحسب، بل يشكّل قصة إلهام لبلد صغير استطاع أن يشق طريقه إلى الخارطة الكروية العالمية، ويمنح شعبه لحظة فخر تاريخية منذ استقلاله عام 1975.