السوسنة - مروة أبوالهيجاء - في سابقة تاريخية، انتُخب الكاردينال الأميركي روبرت بريفوست بابا للكنيسة الكاثوليكية، ليصبح بذلك أول أميركي يتولى هذا المنصب في تاريخ الفاتيكان، تحت اسم **البابا ليون الرابع عشر**. وُلد بريفوست في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي في 14 سبتمبر 1955، وبدأ مسيرته الروحية بانضمامه إلى رهبانية القديس أغسطينوس عام 1977، حيث أعلن نذوره الدائمة في 1981، قبل أن يُسام كاهنًا في 1982.

حصل بريفوست على شهادة في الرياضيات من جامعة فيلانوفا، ودرجة الماجستير في اللاهوت من الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي في شيكاغو، إضافة إلى شهادة الدكتوراه في القانون الكنسي من الكلية الحبرية للقديس توما الأكويني في روما، حيث تناولت أطروحته دور الرئيس المحلي في رهبانية القديس أغسطينوس.

تميزت مسيرته بخبرات واسعة في مجال التبشير والإدارة الكنسية، إذ عمل في البيرو كمبشر لمدة عشر سنوات، ثم تولى منصب مستشار الولاية الكنسية الإقليمية في شولوكاناس، ولاحقًا أسقفًا في شيكلايو بين 2014 و2023. كما قاد بريفوست مكتب الفاتيكان المسؤول عن تعيين الأساقفة، ورأس اللجنة البابوية لأمريكا اللاتينية.

في 30 سبتمبر 2023، نال رتبة كاردينال، وفي 6 فبراير 2025، رُقي إلى رتبة أسقف كاردينال وعُيّن في أبرشية ألبانو بالقرب من روما. انتخبه الكونكلاف ليصبح الحبر الأعظم رقم 267 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وأُعلن انتخابه أمام الجموع المحتشدة في ساحة القديس بطرس.

رغم أن انتخاب بابا من الولايات المتحدة كان أمرًا غير متوقع نظرًا للتأثير السياسي الهائل للبلاد، إلا أن تجربته الطويلة في التبشير بأمريكا اللاتينية، خصوصًا في البيرو، لعبت دورًا في تعزيز ثقته لدى الكرادلة الناخبين. بريفوست، الذي يتقن الإنجليزية، الإسبانية، الإيطالية، الفرنسية، والبرتغالية، إضافةً إلى قراءته للاتينية والألمانية، يُعد اليوم رمزًا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية في العالم، وسط توقعات بأن يبني على إصلاحات سلفه، البابا فرنسيس، ويدفع بالفاتيكان نحو مزيد من الانفتاح والتجديد.

أقرأ أيضًا: