اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
غزة فوق العالم.. صوت الكرامة الذي يتجاوز الحصار
عوني الرجوب
غزة ليست جغرافيا صغيرة كما يظن البعض، بل قضية كبرى تعلو فوق الجراح لتكتب للتاريخ دروسًا في الكرامة والصمود، وتكشف زيف العالم وازدواجية معاييره.
غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة أو شريط صغير على خريطة الشرق الأوسط، بل صارت عنوانًا للكرامة، مدرسةً في الصمود، ومنارةً تفضح ادعاءات الحضارة الغربية وعدالة القانون الدولي. لم تعد غزة رقعة جغرافية يختلف حولها السياسيون، بل باتت ميزانًا أخلاقيًا يُمتحَن عليه ضمير العالم.
حين تقف غزة على ركام بيوتها، وتستيقظ من تحت الركام لتصرخ: 'أنا حيّة”، فإنها لا تخاطب جيرانها فحسب، بل تخاطب العالم بأسره: أيها العالم، هنا تختبر إنسانيتك، هنا يُفرَز الحق من الباطل، والعدل من الظلم.
في غزة ترى طفلاً يحمل كتابه بيد ويمسح دمعه باليد الأخرى، وترى امرأةً تحوّل دموعها إلى زاد لصبرها، كما ترى مقاومًا لا يهاب الموت لأنه يعرف أن الأرض لا تعطي سرّها إلا لمن يستحقها. غزة فوق العالم لأنها تعلمنا أن الحرية ليست قرارًا دوليًا ولا منحة من مجلس الأمن، بل هي إرادة تولد من تحت الحصار، وتُسقى بالدم والدمع والإيمان.
أيها العالم: غزة ليست وحدها. إنها اليوم فوق إعلامكم المضلّل، فوق مؤتمراتكم الفارغة، فوق حدودكم وأسواركم. غزة فوق لأنها دفعت ثمن كرامتها، ولأنها قالت 'لا” في زمنٍ صارت فيه كلمة 'لا” جريمة.
غزة فوق العالم فوق، لأنها ببساطة قلب هذا العالم، وإن توقف قلب غزة توقفت إنسانيتكم جميعًا.
غزة ليست قصة تُروى، بل قدر يُصنع، ومعركة تُخاض، وراية ستبقى عالية حتى ينهزم الباطل وينتصر الحق. غزة فوق العالم فوق، وستظل فوق، ما دام في الأمة نفس يتردد، ودم يجري، وحر يهتف: على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
يا أمة العرب، يا أحرار العالم، غزة تناديكم فلا تخذلوها، تصرخ فلا تصمّوا آذانكم، تنزف فلا تتركوا دمها يضيع هدراً. قفوا مع غزة، فغزة اليوم تقف عنكم جميعًا. ارفعوا صوتكم، فصوت غزة أقوى من دباباتهم. وكونوا على يقين: ما دامت غزة تقاوم، فلن تنكسر الأمة، ولن يُهزم الحق.