ما هو مصير شعبنا الذي عانى الكثير؟ هل ستعود الأيام الجميلة التي عشناها من قبل؟ أم أننا سنبقى في هذا الظلام الذي يحيط بنا؟

في زمنٍ من الدمار والهزيمة، حيث يبدو أن الأمل قد فات، أصابنا اليأس والقنوط، نجد أنفسنا أمام سؤالٍ واحدٍ: هل سينتهي هذا الدمار؟ هل سيعود السلام إلى جنوبنا الحبيب؟

ما الوحدة إلا مشروع احتلال، مهما بدت عكس ذلك. المشكلة الوحيدة هي أننا لم ندرك هذا إلا بعد فوات الأوان، كمدان محكوم بالإعدام عفي عنه لكن أتى العفو بعد ما ضغط على الزناد.

وصلتني اليوم رسالة من شركة يمن موبايل، الشركة التي في أقلب الأوقات يتعذر توفير خدماتها. دائماً ما يظهر أن الإشارة ضعيفة. وإن إستجابة خطوط الاتصال في مرة من المرات فتعد معجزة، وما هي إلا ضربة حض ليس إلا، بكل ما تحمله الوقاحة من معنى. وصلتني رسالة مشؤومة تحمل كلمة تهنئة بحلول عيد الوحدة، أقصد الاحتلال، تحت مسمى الوحدة. ماذا استفدنا من هذه الوحدة؟ سوى الدمار، الفساد، الخراب.

استقبلناهم بكل حفاوة، وكنا أول من مد أيديهم للمصافحة، ولكن ما هي النتيجة؟ أين الوحدة التي تتحدثون عنها؟ من أين يأتي السلام؟ كنا متوقعين عكس الذي حصل.

تعرضنا للخيانة! اعتبرناهم إخوتنا، ولكنهم غدروا بالأخوة، خانوا العهد، ولم يوفوا بالمواثيق. تخيل أن يغدر بك صديقك، ويخونك من كنت توليه الثقة.

35 عاماً انقضت في عذاب، فمتى سننعم بالراحة؟ دمرت حضارتنا، وهدمت قيمنا الثمينة.

سيطرة بريطانيا على الجنوب قبل الوحدة المشؤومة، رغم أنها هي الأخرى مشروع احتلال إلا أننا استفدنا منهم الكثير. مازالت المباني تشهد، ومازالت بقايا سكك الحديد شاهدة، هذا غير المظاهر الحضارية والثقافية.

ولكن وحدتكم ماذا جلبت لنا؟ صنعتم جيل يركض وراء الملذات لا يستطيع أن ينهض من مكانه، مضغ القات، والشمة هذه أعظم منجزات وحدتكم.

ولكن اعلموا أن الوحدة لن تستمر، وأن الظلم له موعد مع العدالة، وأن طال الزمان، وأن الحق سيتحقق مهما بدى مستحيلًا.

✍???? محمد يوسف النسري

21 /مايو/ 2025م