استمعت هيئة الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات أسيوط، إلى مرافعة النيابة العامة في محاكمة 7 أشخاص متهمون بقتل شخصين وإصابة آخرين بقرية العقال البحري بمركز البداري في أسيوط ، إثر خصومة ثأرية بين عائلتي المتهمين والمجني عليهم .

عقدت الجلسة برئاسة المستشار سامح سعد طه رئيس المحكمة وعضوية المستشارين أسامة عبدالهادي عبد الرحمن نائب رئيس المحكمة و أحمد محمد غلاب عضو المحكمة وحضور عبد الحليم بارح وكيل النائب العام وأمانة سر خميس محمود و محمد العربي.

بدأ عبد الحليم بارح وكيل النائب العام مرافعته قائلا : جئنا اليوم إلى ساحتكم المقدسة نحمل إليكم كلمة المجتمع الذي منحنا شرف تمثيله في واحدة من القضايا ننشد فيها الحق الذي يعيش في ضمائركم والعدل الذي أشربت نفوسكم حبه وأقسمتم يمين الولاء له كلما نطقت شفاهكم أو خطت أقلامكم ، أقف اليوم بين أيديكم وفى محرابكم المقدس لا خطيبا يملك من الخطابة مقوماتها ولا حكيما أوتي جوامع الكلم لكني جئت إليكم اليوم شاكيا .. شاكيا ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.

واستكمل وكيل النائب العام: جئت للجاني مختصما ولحق المجني عليه مطالبا وللمجتمع لسانا متكلما وللحق والعدل مستهدفا ولحكم الله وحده بالقصاص مطالبا اليوم نرى الجريمة بأقبح صورها وأبغض ملامحها فاغرة فاهها لتلتهم معاني الإحسان ولتعلي إرادتها فوق كل اعتبار كأنما الدنيا قد خلت من أمن وأمان، ما أحوجني اليوم لأن أجد وقتا يتسع تلك الجريمة النكراء .. ما أحوجني اليوم ليخرج لساني عن عفته لأصف لكم أناسا انعدمت ضمائرهم فأصابتهم اللعنة في عواطفهم ومشاعرهم وعاشوا في الناس بلا قلب ولا ضمير. 

وتابع: إن الجريمة التي حوتها تلك الأوراق قد مزقت العيون بكاء وغيمت السماء عزاء ذلكم ما وقر في النفوس واستشاطت به العقول ولن نطيل إسهابا فيما نقدمه إليكم فلو تركنا العنان ما انتهينا ولأننا تعلمنا أن في ساحاتكم الموقرة لا موضعا إلا للقانون ولا حديث إلا عن الأدلة ولا محاباة إلا للمنطق والبرهان فإني أخاطبكم بما عودتمونا وبما تربى في وجداننا إن المتهمين في هذه القضية ارتكبوا ما خس من فعل وما دنيء فعل دل على خسة بشرية ونذالة إجرامية فضلا عن قلة الدين بل وانعدامه فقد ارتكبوا جريمة كبرى وداهية عظمى،تكاد السموات يتفطرن منها وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا فأي جريمة ارتكبوها ! ! جريمة القتل العمد.

واستكمل:إن المتهمين في تلك القضية بعد أن نزعت من قلوبهم الرحمة ومن جسدهم الروح ومن عروقهم الدماء . قتلوا نفسين بشريتين بريئتين وشرعوا في قتل مثلهما جريمة عبرت عن خسة بشرية ونذالة إجرامية فيا أيها القاتل ستلقى  غند بوابتك السوداء لحدك أنني أبصر في وجهك ذلا أنت من تحمله في الناس وحدك قتلت نفسا بريئة متعمدا حتى أصبح الشيطان في الطغيان ندك إن إبليس الذي أعطاك وهما هو للإجرام والظلم أعدك فأنتظر عقباك في الدنيا ضياعا وأنتظر عند إله العرش وعدك.

وتابع وكيل النائب العام مرافعته قائلا : الوقائع بدأت قصة واقعة دعوانا منذ عام 2015 بخصومة ثأرية بين عائلة المتهمين وعائلة المجني عليهما ' أيمن محمد سليمان ، دياب محمد أحمد.. هل المجني عليهما بتلك الخصومة الثأرية طرفا؟؟!! لا لم يكونا طرفا بل كل ما اقترفوه هو انتمائهم لعائلتهم فأي ذنب ارتكبوه؟! .. هل كان بأيديهم أن يختاروا نسبهم؟!!! كل هذا من أجل ماذا؟.. من أجل الثار! فكم من جرائم ترتكب باسمك أيها الثأر!

وفي اليوم الرابع عشر من   شهر أكتوبر من عام 2023 يذهب المجني عليه أيمن محمد سليمان دياب،كعادته إلى عمله مودعا أهله وفي رأسه تدور أفكار وأحلام لم يكن على علم أنه لن يعود لتحقيقها لم يكن على علم أنه على موعد مع قاتله بل قاتليه ذهب قاصدا نشر رسالته الشريفة فأي عمل يعمله !معلما...فحياة معلم انطفأت بعد أن كانت سراجا منيرا ، فبعد أن أنار ظلمة الدنيا كافأه المتهمون بأن أردوه قتيلا فاجتمعوا بديارهم مخططين وقسموا أدوارهم في مخطط إجرامي بأركانه عالمين ولأسلحتهم معدين وحددوا لهدفهم موعدا عن يقين وذهبوا لمقصدهم متربصين وبأسلحتهم مدججين و ارتكبوا جرمهم متعمدين بعد أن استغرق من تفكيرهم في هدوء وروية وتنازع في أذهانهم ما بين الإقدام والإحجام فأثروآ الأولى مما ينبئ على شخصية إجرامية خطيرة كامنة في نفوس شريرة أخرست فيها روح الانتقام صوت العقل فمنهم من باشر فعله وهم المتهمون من الأول حتى الثالث بأن اعدو أسلحة نارية (بنادق آلية) وما ان ظفروا بمقصدهم حتى عاثوا في الأرض مفسدين ولأعيرة كثيفة مطلقين غير عابئين بعرف او بدين ولا بأرواح البريئين وكان ذلك صباحا فساء صباح المنذرين فقتلوا نفسين بريئتين واصابوا آخرين والمتهمين من الرابع حتى السادس كانوا من المنتظرين حاملين أسلحة للشد من أزر هؤلاء الفاعلين والسابع أمدهم بوسيلة انتقالهم فكان لهم من المساعدين وبمقصدهم كان من العالمين فنشروا الرعب في نفوس الآمنين أمام مدرسة لتعليم الخلق والدين فارتكبوا جرمهم أمام أعين الطلاب الناظرين والتي ستظل في أذهانهم عالقة ليوم الدين فبلغوا مقصدهم بقتل المجني عليه أيمن محمد سليمان والمجني عليه أسامة احمد علي الذي تصادف مروره في ذاك الحين .. فأي ارض تحملهم!.. وأي سماء تظلهم!.. كيف ارتكبوا كل هذا!

واستكمل وكيل النائب العام مرافعته قائلا : ها هم الآن أمام عدلكم سقناهم الى ساحتكم المقدسة تقتصون منهم لما آتوه من جرم في حق المجتمع وحق ضحيتهم هذه هي القصة و هذه هي المأساة وقد حاولت أن أنقل مسرح الجريمة أمام منصة هيئتكم الموقرة ولكن المسرح ثقيل ... ثقيل على كتفي ... أثقله جثمان المجني عليهما .. كل ما استطاعت النيابة العامة أن تحمله إليكم في هذه القضية هي أوراق تحقيقاتها نأمل أن تكون قد أدت فيها واجبها.

 تعود وقائع القضية رقم 4967 لسنة 2024 جنايات مركز البداري إلى ورود بلاغا لمركز شرطة البداري بإطلاق أعيرة نارية ناحية مجمع مدارس قرية العقال البحري بمركز البداري ووجود جثتين ومصابين .

انتقل إلى موقع الحادث الرائد مروان جمال رئيس مباحث مركز شرطة البداري وتبين من المعاينة والفحص مقتل ' أيمن محمد سليمان ' معلم ، و ' دياب محمد أحمد ' وإصابة آخرين وتوصلت تحريات المباحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة 7 متهمين على اثر خصومة ثأرية بين عائلتي المتهمين والمجني عليهم .