اندلعت اشتباكات مسلحة مساء اليوم بجوار منابع غيل المظفر وغيل كيوان، في منطقة الأشاني – سائلة الجنات بمديرية مشرعة وحدنان، على خلفية نزاع حول عين ماء وقفية تم الاستيلاء عليها، مما تسبب بانقطاع المياه عن المساجد وحرمان الأهالي المجاورين لها من المياه.

وتعود التفاصيل إلى استيلاء المستأجر السابق على منابع المياه الوقفية، بعد أن قام مكتب الأوقاف بإلغاء عقده بسبب مخالفته لشروط الاتفاق.

وتُعد هذه العيون من ممتلكات الأوقاف التابعة للدولة الرسولية قديمًا، والمخصصة في الأصل لتزويد مساجد مدينة تعز بالمياه، مع سماح الوقف بانتفاع الأهالي منها ضمن الضوابط الشرعية.

وبحسب مذكرة رسمية فقد سبق أن أصدر مكتب الأوقاف قرارًا إداريًا بإلغاء عقد الإيجار مع المدعو جمال أحمد عبدالله علي الجلال، بعد أن أخلَّ ببنود العقد ولم يلتزم بتوصيل المياه للمساجد.

وفي مذكرة أخرى، وجهتها إدارة الشؤون القانونية بمكتب الأوقاف إلى مدير عام شرطة تعز، أكدت على وجود اعتداءات متكررة على منابع مياه وغيول الأوقاف الواقعة في منطقة الأشاني – سائلة الجنات بمديرية مشرعة وحدنان، والمخصصة لمساجد مدينة تعز.

وأوضحت المذكرة أن المكتب قام بالنزول الميداني وتقصي الحقائق، وتبيَّن أن بعض المواطنين، ومنهم المستأجر، يقومون بربط مواسير خاصة من منبع العين، مما أدى إلى انقطاع المياه عن المساجد المعتمدة على هذه العيون.

وطالبت الأوقاف بضبط المخالفين واتخاذ الإجراءات القانونية، بالتنسيق مع شرطة المديرية، لحماية المصادر الوقفية ومنع الاستحواذ غير القانوني على موارد المياه.

وأشارت مصادر إلى أن أكثر من 200 عين ماء تابعة للأوقاف في محافظة تعز تعرضت للاستحواذ من قبل نافذين غيرها خلال الإدارات المتعاقبةعلى مكتب الأوقاف في تعز ، ما يثير قلقًا واسعًا بشأن مصير هذه الموارد الوقفية، التي يُفترض أن تكون مخصصة لخدمة المصلحة العامة، وفق ما تسمح به شروط الوقف.

وقالت مصادر في مكتب الأوقاف إن مدير مكتب الأوقاف يحاول فتح هذا الملف الحساس في ظل هذه الأزمة، لكن فتح هذا الملف بحاجة إلى تكامل المسؤوليات بين مكتب الأوقاف، والأجهزة الأمنية، والسلطة المحلية، والمجتمعات المحلية.