في إطار الجهود الوطنية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، برزت مفاهيم العمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية للشركات ركائزَ أساسية في بناء مجتمع حيوي، وتعزيز جودة الحياة، وتمكين الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وفي هذا السياق أوضح مدير عام المسؤولية المجتمعية بأمانة محافظة جدة المهندس هتان حمودة أن العمل التطوعي يُمثل جهدًا فرديًا نابعًا من حس وطني وإنساني في حين تُعد المسؤولية المجتمعية التزامًا مؤسسيًا طويل الأمد من قِبل الشركات تجاه المجتمع، يتجاوز التبرعات الموسمية إلى تبنّي مبادرات استراتيجية ذات أثر تنموي مستدام.

وقال المهندس حموده: «نحن بحاجة إلى وعي مجتمعي ومؤسسي يُدرك أن العمل التطوعي لا يُغني عن المسؤولية المجتمعية، والعكس كذلك. فالتطوع يُعزز قيم العطاء والانتماء، بينما المسؤولية المجتمعية تُرسّخ ثقافة الشراكة والتمكين، وتربط بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل متوازن».

وأشار إلى أن أمانة محافظة جدة تعمل على مواءمة المبادرات المجتمعية مع مستهدفات الرؤية الوطنية، من خلال تحفيز الجهات الحكومية والخاصة على إطلاق مبادرات ذات بُعد اجتماعي وتنموي، إلى جانب دعم المتطوعين وتنظيم بيئة العمل التطوعي وفق أفضل المعايير.

واختتم المهندس حمودة تصريحه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب مساهمة أوسع من القطاع الخاص في بناء الشراكات المجتمعية الفاعلة، مشيرًا إلى أن أمانة جدة أطلقت العديد من المبادرات والملتقيات التي تعزز مفاهيم المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي، وتضع القرار بيد القطاع الخاص للمبادرة والمشاركة بفاعلية في تحقيق الأثر المستدام.

وأكد أن الأمانة حققت حتى اليوم إنجازات نوعية في هذا المجال، تمثلت في مشاركة 44,186 متطوعًا ساهموا في تنفيذ 591 فرصة تطوعية، من خلال 8 برامج نوعية، وبالتعاون مع 212 شريكًا من مختلف القطاعات، ما يعكس تصاعد الوعي المجتمعي وتوسع الشراكات المؤسسية في تبني قضايا التنمية المستدامة.