كريتر سكاي/عبدالرحمن انيس:

عقدت محكمة صيرة الابتدائية جلستها العلنية اليوم الاثنين، برئاسة فضيلة القاضي نزار محمد بن محمد علي السمان، وبحضور رئيس نيابة استئناف جنوب عدن فضيلة القاضي وضاح باذيب، والقاضي عبيد حسن بن عبدان عضو نيابة صيرة، للنظر في قضية القتل العمد للمجني عليه عارف فوزي غانم فرانس، والمتهم فيها ريدان فارس عبدالعزيز مقبل.

وفي الجلسة، تبين حضور المتهم من محبسه، إلى جانب حضور والد ووالدة المجني عليه وزوجته، التي أفادت بأنها حامل ولديها طفلة تبلغ من العمر عامين من المجني عليه.

بيانات المتهم

سُئل المتهم عن بياناته، فأفاد بأن عمره 33 سنة، ويعمل عسكريًا تابعًا لمختار النوبي ووزارة الدفاع حسب إفادته.

يُذكر أن النيابة أحالت القضية إلى المحكمة بعد ثلاثة أيام من وقوعها في 7 أكتوبر الجاري، باعتبارها قضية مشهودة اكتملت جميع أولياتها.

قرار الاتهام

تلا فضيلة القاضي وضاح باذيب، رئيس نيابة استئناف جنوب عدن، قرار الاتهام الذي نص على اتهام المتهم بالقتل عمدًا وعدوانًا لنفسٍ معصومة الدم، وهي نفس المجني عليه عارف فوزي غانم فرانس، إذ أطلق عليه أعيرة نارية من سلاحه الآلي (بندق صيني عطفة)، قاصدًا قتله، فأصابت الأعيرة رقبته وأعلى كتفه الأيمن، ما أدى إلى وفاته على الفور، وفقًا للتقارير الفنية المرفقة، وعلى النحو المبين تفصيلًا في أوراق القضية.

وقدّمت النيابة العامة المتهم المذكور أمام محكمة صيرة الابتدائية لمحاكمته بما أُسند إليه، والحكم عليه بالعقوبة المقرّرة شرعًا وقانونًا، مع مصادرة السلاح الناري المستخدم في الجريمة.

ردود المتهم

وعند مواجهة المتهم بقرار الاتهام، أجاب بأنه أراد إصابة المجني عليه في اليد والرجل فقط، ولم يكن يقصد قتله، لكن بسبب انقطاع الكهرباء وحركة المجني عليه السريعة وقعت الإصابة في موضع قاتل.

واستعرض ممثل النيابة العامة قائمة أدلة الإثبات التي شملت أقوال الشهود ومحاضر الضبط وتقارير الطبيب الشرعي والأدلة الجنائية، فأنكر المتهم صحة أقوال الشهود.

كما استعرضت النيابة السلاح المحرز على ذمة القضية، وتمت مواجهة المتهم به، فأقرَّ قائلًا: 'نعم، هذا سلاحي الخاص، وقد قمت بالإطلاق منه'.

أسئلة النيابة العامة للمتهم

طلب ممثل النيابة العامة توجيه سؤال للمتهم، وبعد موافقة المحكمة، سألته النيابة :

النيابة العامة: كم كانت المسافة بينك وبين المجني عليه؟

المتهم: حوالي خمسة أمتار.

النيابة العامة: كيف كانت وضعية المجني عليه؟

المتهم: لم أشاهد وضعية المجني عليه.

جدل حول سبب الجريمة

أفاد المتهم أن سبب المشكلة قضية 'عار' تتعلق بفتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، وهي ابنة أخته.

وردت النيابة العامة قائلة:

'النيابة حريصة على التوضيح للمحكمة أن القضية لا علاقة لها بالعار إطلاقًا كما يزعم المتهم، بل جاءت نتيجة أهوائه ورغباته، وقد تم سؤال الفتاة ووالدها في محاضر التحقيق، فأفاد والدها بأنه أبلغ المتهم بأن الموضوع قد انتهى، وأنه أعاد التأكيد للمتهم أكثر من خمس مرات قبل الواقعة بأن الأمر منتهٍ، والأب أحق بابنته من خالها'.

سماع أقوال شهود الإثبات

طلبت النيابة العامة سماع شهود الإثبات الذين كانوا خارج القاعة، فتم إدخالهم واحدًا تلو الآخر وسماع شهاداتهم على انفراد.

واتفقت شهادات الشهود الثلاثة الذين تم الاستماع إليهم كلٌّ على حدة وبشكل منفرد على أنهم شاهدوا ريدان وعارف يتشاجران، وكان ريدان يقول إنها قضية 'عار'، فيما كان عارف مصرًّا على أنه لم يعاكس الفتاة. ثم ذهب المتهم ريدان وأحضر الفتاة، بينما جلس عارف منتظرا، وبعد عودته سألها ريدان من الذي تعرَّض لك، فأشارت البنت إلى عارف.

وحسب إفادات الشهود فقد حاول الحاضرون ثني ريدان عن استخدام السلاح، لكنه أطلق طلقة في الهواء ثم طلقة سطحية، ثم أطلق النار على المجني عليه الذي كان مختبئًا خلف سيارة فلم تصبه، فلحقه وأطلق عليه النار ثم غادر المكان بعد ذلك.

استعراض باقي أدلة الإثبات

أنكر المتهم أقوال الشهود الثلاثة.

وأفادت النيابة بأن لديها عددًا كبيرًا من الشهود كون الجريمة مشهودة وتمت أمام جمع من الناس، وطلبت استعراض التقارير الطبية والفنية المرفقة.

وبعد استعراض التقارير أجاب المتهم: 'ربما الطلقتان المذكورتان في التقرير هما اللتان أطلقتُهما على المجني عليه، والمكان كان مظلمًا'.

طلبات المتهم والنيابة

طلب المتهم تأجيل الجلسة والسماح له بتصوير ملف القضية كاملًا وتوكيل محامٍ، بينما طلب ممثل النيابة العامة السماح لها بتقديم المرافعة الختامية لأن القضية واضحة والجريمة مشهودة.

قرار المحكمة

قررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى الأحد 19 أكتوبر 2025، مع منح المتهم صورة من ملف القضية كاملًا، لتمكينه من توكيل محامٍ لتقديم ما لديه من ردود ودفوع أو أدلة نفي، إضافة إلى تمكين أولياء الدم من تقديم دعواهم بالحق الخاص.

وطالبت والدة المجني عليه القاضي بالقصاص الشرعي من المتهم.

رفعت الجلسة.

#عبدالرحمن_أنيس