اخبار تونس
موقع كل يوم -تونس الرقمية
نشر بتاريخ: ١٢ نيسان ٢٠٢٥
في ظل التصعيد المستمر في الشرق الأوسط والغضب العالمي المتزايد جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تواصل إسرائيل تعزيز تعاونها العسكري مع عدد من الدول، من بينها المغرب. فقد أرسل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً من ضباطه إلى المملكة المغربية للمشاركة في مناورات 'الأسد الإفريقي'، التي تُجرى تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية.
تُعتبر هذه المناورات العسكرية، التي تُقام سنوياً بمشاركة العديد من الجيوش الإفريقية والغربية، جزءاً من برنامج لتعزيز التنسيق العسكري، وتقام هذا العام في مناطق مختلفة من المغرب، من بينها أكادير وطانطان، في توقيت بالغ الحساسية. إذ تتواصل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وقد خلفت أكثر من 33,000 شهيد فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، وفق إحصاءات السلطات المحلية والمنظمات الدولية. وقد وصفت العديد من المنظمات الحقوقية هذه الحرب بأنها 'إبادة جماعية'.
وقد أثارت الأنباء عن مشاركة ضباط إسرائيليين في المناورات موجة غضب بين فئات واسعة من الشعب المغربي، الرافض بشدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وعلّقت الناشطة الفرنسية الفلسطينية ريما حسن عبر منصة 'إكس' (تويتر سابقاً) قائلة: 'الشعب المغربي لا يريد التطبيع مع إسرائيل'، وهو تصريح لاقى انتشاراً واسعاً وتفاعلاً كبيراً.
منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب في ديسمبر 2020، ضمن إطار اتفاقيات أبراهام، شهدت العلاقات بين الجانبين توسعاً في عدة مجالات، من بينها التعاون الدفاعي، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا. غير أن هذا التقارب يواجه انتقادات لاذعة من قِبل شريحة واسعة من المجتمع المدني المغربي، إلى جانب عدد من الأحزاب السياسية والنقابات، التي تعتبره خيانة للقضية الفلسطينية.
وتُوصف مناورات 'الأسد الإفريقي' من قبل الولايات المتحدة بأنها 'موعد استراتيجي'، وتهدف رسمياً إلى تعزيز التنسيق بين القوات المسلحة المشاركة لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية. إلا أن مشاركة إسرائيل في هذه التدريبات، وسط استمرار الحرب على غزة، تضفي عليها بُعداً سياسياً بالغ الحساسية.
وتثير هذه المشاركة تساؤلات عديدة حول موقف بعض الدول العربية التي تحاول الموازنة بين مصالحها الاستراتيجية والتزاماتها الدولية من جهة، وبين الضغوط الشعبية المتزايدة الرافضة للتطبيع والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني من جهة أخرى.