استراتيجيات وارن بافت الذهبية في مواجهة التضخم

مباشر: في وقت يشغل فيه التضخم عقول المستثمرين ويثير قلق الأسواق، يقدم وارن بافت، الرئيس التنفيذي لشركة 'بيركشاير هاثاواي' والملقب بـ'عرّاف أوماها'، وصفة خالدة لمواجهة تقلباته تقوم على استراتيجيتين بسيطتين لا تفقدان قيمتهما مهما تغيّرت الظروف، بحسب ما نقله موقع 'Investopedia'.

1. استثمر في نفسك أولاً:

وهو الأصل الأكثر حصانة ضد التضخم، إذ يضع بافت ما يسميه 'رأس المال البشري' في مرتبة أعلى من أي سهم. وقال للمساهمين في عام 2022: 'أفضل ما يمكنك فعله هو أن تكون بارعاً بشكل استثنائي في شيء ما. أي قدرات لديك لا يمكن أخذها منك، ولا يمكن للتضخم أن يمحوها.'

عادة ما يتجاوز نمو الأجور في مجالات المهارات النادرة والمتخصصة معدلات التضخم. فجرّاح العظام المتميز، أو مهندس الأمن السحابي، أو حتى مصفف الشعر المبدع يمكنهم رفع أجورهم مع ارتفاع التكاليف لأن العملاء يهتمون بالنتائج أكثر من اهتمامهم بالمدخلات.

وعلى عكس المصانع، فإن عقلك وسمعتك لا يحتاجان إلى استثمارات رأسمالية ضخمة، بل فقط إلى ممارسة مستمرة وتعلم متواصل. كما أن قانون الضرائب لا يفرض رسوماً عندما تكتسب مهارة جديدة.

وفي عام 2008، قدّم بافت إجابة مماثلة عندما سُئل عن أفضل استثمار للتحوّط في مواجهة أزمة ديون:

'طوّر مواهبك الخاصة. إذا كنت أفضل طبيب في المدينة، أو أفضل معلم، أو أفضل بائع، فسوف تبلي بلاء حسناً بغض النظر عما يحدث للعملة. ستحصل على نصيبك دائماً. لذلك فإن الاستثمار في نفسك هو دائماً الخيار الأفضل.'

أما الركيزة الثانية التي تقوم عليها وصفة بافت لمواجهة التضخم هي

2 - ابحث عن شركة قليلة الاعتماد على رأس المال:

في المقابلة نفسها عام 2008، طرح بافت استراتيجية ثانية لمواجهة التضخم، حيث قال إن 'الخيار الأفضل التالي هو امتلاك منتجات أو أسهم لشركات لا تحتاج إلى الكثير من الاستثمارات الرأسمالية.'

فالسبب أن تكلفة الاستثمار الرأسمالي ترتفع مع التضخم. أما الشركات التي لا تتطلب إنفاقاً كبيراً، وخاصة تلك التي تتمتع بعلامات تجارية قوية وقدرة على رفع أسعارها، فستجتاز فترات التضخم بشكل أفضل.

عادةً ما تتمتع هذه الشركات بطلب مستدام وهوامش أرباح مرتفعة من دون الحاجة إلى إنفاق مستمر على أصول كثيفة رأس المال. فعلى سبيل المثال:

• السلع الاستهلاكية الأساسية ذات العلامات التجارية القوية: مثل 'كوكاكولا' إذ لا يتطلب تعديل الوصفة سوى تكلفة بسيطة، بينما ترتفع الأسعار مع تضخم أسعار السلع في المتاجر.

• شركات البرمجيات والمنصات الرقمية: فبعد تطوير الكود الأساسي، يمكن إطلاق التحديثات، ويضيف كل مستخدم جديد إيرادات إضافية بتكلفة هامشية منخفضة للغاية، مما يتيح رفع الاشتراكات مع الحفاظ على هوامش ربح هائلة.

خلاصة القول، يضع بافت معادلة واضحة لمواجهة التضخم: وهي تعزيز رأس المال البشري عبر تطوير القدرات الشخصية، وتوجيه الاستثمارات نحو الشركات ذات الكفاءة الرأسمالية والقدرة على تسعير منتجاتها دون التأثير على الطلب.