اخبار تونس
موقع كل يوم -أنباء تونس
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
نقلت هيئة الدفاع حرفيا الاشعار التالي الذي توجهت به اليوم الاربعاء للرأي العام، عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر مؤكدة ان امرا ما يحاك ضدها و يستهدفها:
'الحمد لله وحده
تونس في 16 جويلية 2025
إشعـار للرّأي الـعام (منقول حرفيا عن هيئة الدفاع)
*تحيّة وطنيّة عطرة يا توانسة،
أعيش هذه الأيام داخل معتقل بلاريجيا إستباحة أمنيّة خطيرة من خلال تسهيل النّفاذ إليّ وتعريض حياتي للخطر رغم أنّ الدّولة تعلم جيّدًا أنّني على رأس قائمة المستهدفين من التّنظيمات الأجنبيّة الظّلاميّة والمشبوهة التي لازالت تـرتع في البلاد وأنّ هذه التّنظيمات لن تفوّت الفرصة للإنتقام منّي وتصفيتي بالطّرق والتقّنيات الجديدة التي أصبحت تستعمل للإغتيلات 'البيضاء' التي عوّضت الإغتيالات بالرّصاص والتّفجيرات.
أصحاب القرار في البلاد وجّهوا رسالة مشفّرة عن قصد أو دون قصد إلى أعدائي مفادها أنّه يكفي 'تجنيد' أيّ إمرأة تونسيّة أو أجنبيّة لترتكب أيّ فعل مجرّم بدوائر محاكم جندوبـة أو الكـاف أو سليـانة ينتج عنه إصدار بـطـاقة إيـداع في حقّهـا حتّى تجد نفسهـا بجانبي في زنزانة معتقل بلّاريجيـا وتنفذ مـا يطلب منهـا بالطّرق المحدّدة لهـا وهي عديدة في ظّل الحرب الجرثوميّة التي يعيشها العالم والتّطورات العلميّة في مجال الجريمة التي لا تخطر على بال،
تعمُّدُ رفع التّرتيبات الأمنيّة التي كان معمولا بها في المعتقلات السّابقة لضمان الحدّ الأدنى من الحماية لي ولعائلتي التي تزورني، ذكّرني بقرار رفع المرافقة الأمنيّة داخل البرلمان سنة 2021 والذي مثل إعطاء الضوء الأخضر لأعضاء التّنظيمات الإرهابيّة والرّوابط الإجراميّة لتصفيتي جسديا ولا ننسى أنّ رأس السّلطة الحاليّة التي تمارس ضدّي مختلف أشكال التّعسف والتّنكيل والإضطهاد وتحتجزني خارج إطار القانون، لم يحرّك ساكنا في 2021 لوقف تنفيذ قرار منع المرافقة الأمنيّة رغم إستنجادي بمؤسسة رئاسة الجمهوريّة وقتها والتي كانت تملك صلاحيّة تأمين البرلمان،
في 2021 تمكّنت من الدفاع عن نفسي وتحمّلت مسؤوليتي أمّا اليوم فأنا مكبّلة وراء القضبان وخاضعة تماما لسلطة المعتقل ولمنطق 'اللّه غالب هذاكا الموجود ما عندنا حتّى دخل' وأحمّل المسؤوليّة للسّلطة عن هذا الوضع الخطير،
الإستباحة الأمنيّة معزّزة بإستباحة صحيّة خطيرة بإعتبار أنّ الزّنزانة التي أقيم فيها مفتوحة كامل الوقت لكّل الوافدات الجديدات من كلّ حدب وصوب دون الأخذ بعين الإعتبار طاقة إستيعابها المحدودة جدًّا إذ لا يتجاوز هامش التّحرّك داخلها بعض الأمتار القليلة،
السلطة لا تجد حرجا في تكديس الذّوات البشريّة داخل نفس الأسرّة وعلى الأرض بحيث يكون المشهد داخل الزّنزانة مروّعا ليلا إذ تتحوّل إلى مسرح 'لجثث آدميّة ' ملقاة أرضا خارج كلّ المعايير الوطنيّة والدّوليّة للسّجون،
في خضم هذا 'التّكديس البشري' تودع المهاجرات من إفريقيا جنوب الصّحراء اللّاتي يتّم ضبطهنّ بالمناطق والمدن الحدوديّة وتقديمهنّ للمحاكمة وجلبهنّ إلى زنزانة معتقل بلّاريجيا،
هذه الفئة من المودعات تشكّل خطرًا صحّيّا محقّقا إذ صرّحت كثيرات منهنّ (والعهدة عليهنّ) بأنّه تمّ ضبطهنّ رفقة مجموعات من المهاجرين بجهة صفاقس وتحويلهنّ مع مرافقيهن عبر الحافلة إلى المناطق الحدوديّة وتسريحهنّ في الطّبيعة وبمحاولة العودة نحو المدن يتمّ إلقاء القبض عليهنّ وتقديمهنّ للمحاكمة وإحتجازهنّ كما ذكرت أعلاه.
لكم أن تتخيلوا يا توانسة الحالة التي يأتين عليها وأتحفظ عن ذكر التفاصيل المقرفة إحتراما للحرمة الجسديّة للبشر،
ولكم أن تتصوروا ما نستنشقه من هواء ملوث بالجراثيم وما يصلنا عبر اللمس والإستعمال المشترك للوحدات الصحية من أمراض معدية قاتلة،
هذا الوضع اللّاإنساني مرفوض جملة وتفصيلا لأن الزنزانة تحولت من فضاء للإحتجاز إلى فضاء لنشر الأوبئة وإستنشاق رائحة الموت،
لن أصمت أمام هذا الخطر الداهم الذي أواجهه ولن أرضى أن أُوظّف ككبش فداء للصراعات القائمة بين أجنحة المنظومات الحاكمة منذ 2011 ولن أسمح بأن أكون موضوع إغتيال سياسي قادم في كل لحظة مادامت الظروف والمعطيات على هذه الشّاكلة التي شرحت لكم نقطة من بحرها العميق،
لذا أطالب أصحاب القرار بوضعي داخل 'سيلون' ما داموا غير قادرين على توفير فضاء يستجيب للمعايير الأمنية والصّحّية الأساسية وأعدهم بأن لا أتذمر من البقّ والخنافس والحنوشة التي تغزو المعتقل لأنها أرحم من الموت المحقق الذي يستهدفني بطريقة ملتوية ومقنّعة….
اللّهم اشهد أني بلّغت..
الإمضاء
عـبـيـر مـوسي
ملاحظة:
أطلب من زملائي وزميلاتي أعضاء هيئة الدفاع توجيه نسخة من مضمون هذا الإشعار إلى:
1- وزارة العدل
2- الهيئة العامة للسجون
3- الوكالة العامة لمحكمة الإستئناف بجندوبة
4- عميد المحامين
6- المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية