اخبار تونس
موقع كل يوم -أنباء تونس
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
في بيان المساندة التالي، المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية 'يحمل شركة مشروبات تونس (مصنع كوكا كولا) المسؤولية عن التلوث الحاصل و الامراض الناجمة عن التلوث' في منطقة كوتين من معتمدية سيدي مخلوف بولاية مدنين.
في إطار زيارة ميدانية الى ولاية مدنين، اطلع قسم العدالة البيئية والمناخية للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية على المعضلة البيئية التي يعيشها أهالي منطقة كوتين من معتمدية سيدي مخلوف بولاية مدنين، والمتمثلة في تلوث واد كوتين من قبل شركة مشروبات تونس (منصع كوكا كولا) المنتصبة على ضفاف هذا الواد والتي اتخذت منه مصبا للنفايات وتصريف المياه الملوثة طيلة أكثر من أربعة عقود.
سكب المياه الملوثة بمواد كيميائية في واد كوتين
إن هذا الواد الممتد على ثلاث عمادات، عمادة الرقوبة الغربية، عمادة الرقوبة الشرقية، عمادة القصبة والذي يسكن على ضفافه حوالي 10 ألف متساكن حولته شركة مشروبات تونس الى مشكلة بيئية أرقت متساكني كوتين عبر سكب المياه الملوثة بمواد كيميائية تستعمل في إزالة الأوساخ من القوارير علاوة على مياه الصرف الصحي التي يقع تصريفها عن طريق قنوات دون معالجة سابقة والتي تقدر بحوالي 700 ألف لتر يوميا بحسب ما أفادنا به الاهالي. وتُكوِّن هذه المياه الراكدة اليوم بركة تنبعث منها الروائح الكريهة وتنتشر فيها الحشرات الضارة والناقلة للأمراض للإنسان والحيوان.
ووفقا لتقارير طبية، فإن أغلب متساكني كوتين ثبت إصابتهم بأمراض الحساسية والحنجرة والانف وامراض السرطان والتهاب الكبد الفيروسي أ، كما أثبتت التقارير الصادرة عن البياطرة أن عددا من المواشي تضرر جراء التلوث وأصيب بالعمى. وقد بادر أحد متساكني المنطقة بأخذ عينات من المياه والقيام بتحليلها في مخبر ليثبت احتواؤها على جراثيم وبكتيريات خطيرة على غرار Escherichia coli والمعروف خطورتها القصوى على صحة الانسان.
وأمام هذه الوضعية التي أصبح عليها واد كوتين وما سببه من ضرر للإنسان والحيوان تقدم الأهالي بعديد الشكاوي والعرائض للسلط المحلية والجهوية من أجل التدخل العاجل لوقف هذه الكارثة البيئية، إلا أن مطالبهم لم تحض بالعناية المطلوبة رغم انعقاد عدة جلسات مع ممثل الشركة المذكورة وبحضور السلط المحلية خاصة في الفترة الممتدة بين سنتي 2011 و2014، والاقرار بحجم الاضرار البيئية المتسببة فيها الشركة لكن جل الحلول كانت ترقيعية ومجرد ربحا للوقت والتي كانت من بينها إعطاء المياه الموجودة في الواد للفلاحين بغاية ري أشجار الزيتون، بعد أن طمأنتهم المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بأنها قامت بتركيز محطة معالجة وأن هذه المياه آمنة للزراعات، مما تسبب في اتلاف محاصيلهم التي ثبت أنها غير صالحة للاستهلاك البشري.
ضرورة شفط كامل كمية المياه الراكدة
وفي مرحلة لاحقة انعقدت جلستان الأولى كانت بتاريخ 9 جويلية والثانية بتاريخ 14 جويلية 2020 باشراف والي مدنين وبحضور كل من كاتب عام الولاية ومعتمد سيدي مخلوف و المدير العام للشركة المذكورة وبعض اللجان الفنية و ممثل عن الأهالي حول إيجاد الحلول لوضعية واد كوتين وفقا لتقارير اللجان الفنية التي قامت بمعاينة التلوث ورفعها الى والي الجهة، الا أنه الى حد هذا التاريخ لم يقع تفعيل المقترحات المتفق عليها وعلى رأسها ضرورة شفط كامل كمية المياه الراكدة ودعوة المؤسسة الى التوقف عن تصريف المياه المستعملة في البركة المذكورة، مع القيام باستصلاح ومداواة الوادي.
وأمام حجم الضرر الذي تتسبب فيه شركة مشروبات تونس والتي حولت حياة أهالي كوتين الى كابوس من الامراض والموت فان قسم العدالة البيئية والمناخية للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية يهمه أن:
بيان .