المجازر الفرنسية في الجزائر محور ملتقى دوليّ بمدينة قالمة

بمناسبة الذكرى الثمانين لمجازر سطيف وقالمة والخرّاطة بالجزائر الشقيقة (بين 8 ماي وأواخر شهر جوان 1945)، انتظمت يومي 7 و 8 ماي 2025 برحاب القطب الجديد لجامعة قالمة النسخة 23 للملتقى الدولي تحت عنوان: 'المجازر الفرنسية من خلال 8 ماي 1945: الذاكرة الوطنية والمواقف الدولية' بتنظيم من نفس الجامعة تحت سامي إشراف كل من وزير التعليم العالي ووزير المجاهدين وذوي الحقوق.

أ. د‌.عادل بن يوسف

شارك في ندوة هذه السنة 90 باحثا من 26 جامعة و3 مراكز بحث جزائرية، 7 باحثين منهم قدموا من ستّ جامعات أجنبيّة وهم تباعا باحثان من تونس وباحث ممثل عن كل من العراق وتركيا والمكسيك وإسبانيا ووكيل الشؤون العلمية للجامعات والأكاديميات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور سالم أوجلي.

هذا وقد ترأس اللجنة العلمية للملتقى الأستاذ عمر عبد الناصر الذي يتقن اللغة الاسبانية وقدّم كلمة الترحيب بالحضور والمحاضرة الافتتاحية حول 'مجازر 8 ماي 1945: السياقات والحصيلة'، تحت إشراف مدير جامعة قالمة، الأستاذ القدير صالح العقّون ومساعديه وفي مقدمتهم نائبته المتّقدة حماسا وحيويّة، الأستاذة عايدة بن حميدة (المكلفة بالعلاقات الخارجية والتعاون والتنشيط والاتصال والتظاهرات العلمية) و الأستاذين عاشور السريدي (المكلّف بالتنمية والاستشراف) و طارق بورجيبة (المكلّف بالتعليم العالي)…. أمّا محاضرة اليوم الثاني للملتقى فقد قدمها عضو اللجنة العلمية الأستاذ الشايب قدادرة بعنوان: 'رصد للمجازر الفرنسية بالجزائر من سنة 1830 إلى سنة 1962 وردود الفعل الوطنية والدولية'.

و كان سير أشغال الندوة على غاية من الدقّة والتنظيم، إضافة إلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من قبل المشرفين عليها. وهذا إلى جانب زيارة للبعض من 'أماكن الذاكرة' المتصلة بمجازر 8 ماي 1945 والأيام التي تلتها بمدينة قالمة والمدن المجاورة، على غرار موقع كاف البومبة ومدخل مدينة هليوبوليس (مدينة الشمس) حيث كان رئيس البلدية ومساعديه في استقبال ضيوف الجزائر أمام النصب التذكاري المخلّد لحرق السلطات الفرنسية لآلاف الشهداء من الأحياء والقتلى من مختلف الأعمار، بمن فيهم الأطفال الصغار قصد طمس آثار جرائمها التي لم تضبط إلى حدّ اليوم حصيلتها النهائية (حوالي 6.000 شهيدا وفق المصادر الفرنسية و 13.000 شهيدا وفق المصادر الأمريكية و 45.000 شهيدا وفق مصادر أجنبية أخرى)، ممّن تظاهروا سلميا ظهر يوم 8 ماي 1945 بسطيف وقالمة والخرّاطة بمناسبة نهاية الحرب العالمية الثانية بدعوة من حزب الشعب الجزائري وزعيمه مصالي الحاج للمطالبة باستقلال الجزائر، مقابل مشاركة آلاف الجنود الجزائريّين العائدين من جبهات القتال مع اخوانهم من تونس والمغرب وباقي بلدان إفريقيا بعد مساهمتهم الفعّالة في تحرير التراب الفرنسي من براثن الاحتلال النازي.

السيّدة أنيسة منصالي بومدين ضيفة شرف الدورة:

كانت السيّدة أنيسة منصالي بومدين، أرملة الرئيس الجزائري الراحل، المرحوم هوّاري بومدين (محمّد بوخرّوبة) ضيفة شرف هذه الدورة. وقد ألقت في الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني للملتقى مداخلة بعنوان 'تأثير أحداث 8 ماي 1945 على الرئيس هوّاري بومدين'، الذي كان حينئذ تلميذا بالمرحلة الوسطى بمعهد قالمة، قبل أن يشدّ الرحال نحو جامعة الزيتونة بتونس ومنها نحو جامعة الأزهر بالقاهرة، حيث انضمّ إلى القادة التاريخيّين المؤسّسين لجبهة التحرير الجزائرية. وللتذكير الأستاذة أنيسة هي أصيلة مدينة تلمسان وحفيدة امحمّد منصالي (رئيس نادي الترقّي بالجزائر العاصمة وعضو جمعيّة العلماء الجزائريّين…) وخريجة كلية الحقوق بالجزائر العاصمة نشطت في ورشات جبهة التحرير الجزائرية والمناضلات في مجال حقوق المرأة… وقد قادها شغفها باللغة العربية إلى دراسة اللغة والآداب العربية بعد استقلال الجزائر حيث نالت الاجازة. كما ترجمت عديد المآثر العربية إلى اللغة الفرنسية ومنها إلى اللغة العربية وفي مقدمتها نصوص الفيلسوف الصّوفي جلال الدين الرومي (1207-1273م).

محاور بحث شائكة وقضايا حارقة عالجها المشاركون في أشغال الندوة بطريقة علمية:

رسم الفريق العلمي الذي أعدّ لهذا الملتقى الدولي جملة من الأهداف من أهمها:

– الكشف عن جرائم المستعمر الفرنسي بالجزائر طيلة فترة الاحتلال (1830-1962)، وهي مجازر تواطأ فيها السياسيون والعسكريون الفرنسيون منذ عملية الانزال العسكري بميناء سيدي فرج في جوان 1830، إلى غاية آخر الأعمال الاجرامية للجيش الفرنسي ومنظمة الجيش السري (O.A.S) الإرهابية خلال الثورة التحريرية… والكشف عن أساليب التصفية العرقية والدينية للمستعمر الفرنسي في الجزائر على حساب السكان الأصليين.

– التوثيق لجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، سواء عبر التصفية الجسدية أو عبر التعسف عن طريق القوانين والمراسيم والأوامر 'قانون الأهالي' (Le Code d’indigénat) والتهجير القسري والتعذيب في السجون والمعتقلات والنفي خارج الوطن…، الشيء الذي يؤثر اليوم في الذاكرة الوطنية أكثر من أي من وقت مضى، بحكم تمسك الطرف الاستعماري الفرنسي بموقفه المدافع عن تاريخه الأسود في الجزائر حتى الأن، ساعيا بذلك محو جرائمه المرتكبة في حق الجزائريين بالتقتيل الجماعي، بإبادته لقبيلة العوفية في الحراش عام 1832، وحرقه لقبيلة الفراشيش في مغارة جبال الظهرة 1845 ومحرقة الأغواط عام 1852، وتهجير المشاركين في ثورة المقراني والحداد سنة 1870 إلى تونس وغيرها من الانتفاضات خلال القرن 19، ثم اقدامها على ارتكاب مجازر رهيبة في شهر ماي 1945 بسطيف وقالمة والخراطة وباقي مناطق الوطن…، وصولا إلى الجرائم إبّان ثورة التحرير الوطني بين 1954 و 1962 التي طالت الرجال والنساء والأطفال والمسنّين على حد سواء.

وللتذكير كانت السلطات الفرنسية قد مجّدت الاستعمار بموجب القانون رقم 158 الصادر في 23 فيفري 2005. ومنذ ذلك الحين انتاب العلاقة بين البلدين فتورا.

وكردّة فعل على ذلك وقّعت الجزائر وفرنسا يوم الخميس 23 ماي 2024 اتفاقية مشتركة حول ملفّ الذاكرة قصد استرجاع الأرشيف الجزائري المتصل بالفترة الاستعمارية  (1962-1830) . كما تكوّنت للغرض لجنة مشتركة من عشرة أفراد (5 أفراد عن كل بلد) ضمّت مؤرخين وباحثين مختصين برئاسة المؤرخ حسن زغيدي (عن الطرف الجزائري) والمؤرّخ 'بنجمان سنورا' (Benjamin Stora) وابن مدينة قسنطينة عن الطرف الفرنسي، وقعتا اتفاقية ومذكرة مشتركة. وجرت عملية التوقيع بالعاصمة الجزائر، عقب اختتام الاجتماع الخامس بين اللجنة الجزائرية الفرنسية المشتركة للذاكرة. وتهدف الاتفاقية إلى 'استرجاع الأرشيف الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية وممتلكات لا تقدّر قيمتها التاريخية بثمن في قلوب الشعب الجزائري.

وفي سنة 2025 أعلن مجلس النواب الجزائري عن تشكيل لجنة برلمانية خاصة، لـ 'الشروع فورا' في صياغة مشروع قانون لـ 'تجريم الاستعمار الفرنسي'، بمشاركة جميع التكتلات السياسية والتيارات الممثلة في البرلمان.

وتكوّنت لجنة للغرض ضمّت ستّة أعضاء يمثلون مختلف المجموعات البرلمانية، بما فيها أحزاب 'جبهة التحرير الوطني'، و'التجمع الوطني الديمقراطي'، و'حركة البناء الوطني'، وحركة 'مجتمع السلم'، إضافة إلى نواب مستقلين وتكتل غير المنتمين.

21 مداخلة علميّة وأربع ورشات لفائدة الطلبة الباحثين الشبّان:

تضمّن الملتقى أربع جلسات علمية قُدّمت خلالها 19 مداخلة علميّة أثّثها أكادميّون وباحثون في التاريخ والقانون والعلوم السياسية وعلم الاجتماع والصحافة… وقد تخللت المداخلات شهادتان شفويّتان لكل من عقيلة الرئيس الراحل، هوّاري بومدين والكاتب الخاص للولاية التاريخية الثالثة تحت قيادة كل من العقيد آكلي محمد والحاج بن علّة، المجاهد وعلي آيت أحمد. وقد انتظمت جميعها بقاعة المحاضرات الكبرى الأنيقة.

ومن المحاضرين الضيوف الوافدين على الجزائر من الخارج نذكر كل من: صاحب هذه المقال (من جامعة سوسة)، الذي قدم مداخلة بعنوان: 'أشكال تعامل السلطات الفرنسية مع النساء الجزائريات المنخرطات في ثورة التحرير الجزائرية (1954-1962): جرائم في حقّ المرأة والبشريّة لم تمّح آثارها بعدُ' والأستاذ الباحث بالمعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر والمختصّ في التاريخ العسكري، الدكتور فيصل الشريف (عن جامعة منوبة)، الذي قدّم مداخلة بعنوان: 'في مفهوم الجرائم الاستعمارية وأصولها الفكرية وسبل التوثيق وتقديم البراهين والاثباتات' و الأستاذ أحمد يوصال (المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط بأنقرة و أستاذ العلوم السياسية بجامعة اسطنبول حاليا) الذي قدم مداخلة موسومة 'جرائم فرنسا في الجوائر في الاعلام التركي 1945-1962 دراسة تحليلية'. وقدّم الأستاذ شيرزاد زكرياء محمّد (من جامعة زاخو بإقليم كوردستان العراق) مداخلة بعنوان: 'صدى انتهاكات الاستعمار الفرنسي ضد الثوار الجزائريين في جريدة ‘اتحاد الشعب’ العراقية 1959-1960' وقدّمت كل من الاستاذة ماريا دوليراس ألغورا فيبار (Maria Dolores Algora Weber) (من جامعة مدريد) والأستاذ 'دانيال كانت كاريسكو' (Daniel Kent Carrasco) (من جامعة مكسيكو) ورقتان باللغة الاسبانية بعنوان: 'التصوّر الاسباني للجرائم الاستعمارية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية' و 'حرب الاستقلال في الجزائر رؤية من المكسيك' مع ترجمة فورية إلى الفرنسية من طرف الأستاذ عمر عبد الناصر. أمّا مداخلات الزملاء الجزائريّين فقد أتت على كل المجازر والمحطات السوداء للحضور الفرنسي بالجزائر على امتداد 132 سنة.

أمّا الورشات الأربع الموجّهة للطلبة والباحثين في مستوى الماجستير والدكتوراه (حوالي 80 طالبا وباحثا) في العلوم الانسانية والاجتماعية والقانونية: تاريخ وعلم الاجتماع والاعلام والحقوق….، فقد انتظمت بالقاعات الأربع المجاورة لقاعة المحاضرات الكبرى، ترأس كل ورشة منها أستاذ من ذوي الاختصاص والخبرة، قدم عرضا دقيقا بالنصّ والصورة عن جرائم المستعمر الفرنسي بالجزائر، تلتها نقاشات وتفاعلات هامة بين المحاضرين والطلبة والباحثين.

وقد أجمع المتدخلون من مختلف الاختصاصات العلمية أنّ هذه الأحداث الأليمة و المجازر التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في حقّ الشعب الجزائري في 8 ماي 1945 والأيام والأسابيع الموالية بقالمة وسائر القرى والمداشر والمدن الجزائرية، دليل على همجية المستعمر الفرنسي فكانت بمثابة 'الثورة الأولى' التي شكّلت منعرجا حاسما، عجّل باندلاع ثورة التحرير المجيدة أو 'الثورة الثانية' في غرّة نوفمبر 1954 بعد سبع سنوات فقط من مجازر سنة 1945.

كما أكدوا أنّ مثل هذه المجازر من وجهة القانون الدولي والأخلاقي، ليست جرائم في حقّ الشعب الجزائري فقط، بل هي جرائم في حقّ البشرية قاطبة. وهي جرائم شأنها شأن جرائم الكيان الصهيوني بفلسطين منذ سنة 1948 لا تسقط بالتقادم.

توصيات اللجنة العلمية للملتقى:

في نهاية اليوم الأخير من الأشغال وبعد سلسلة التكريمات وتوزيع الشهادات للمشاركين في الملتقى الدولي، تولّى الأستاذ الشايب قدادرة تلاوة توصيات اللجنة العلمية للملتقى و التي تركّزت حول المسائل التالية:

– التوثيق للجرائم الفرنسية بتجيمع الشهادات الشفوية وجلب كل الأرشيفات المشتتة والمثبتة لها من داخل البلاد وخارجها وخاصة من فرنسا والدول الشقيقة والصديقة للجزائر.

– دعوة السلطات الفرنسية إلى الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائر طيلة 132 سنة من الاحتلال وتقديم تعويضات مادية لعائلات المتضرّرين منها.

– تدريس كل هذه الجرائم للأجيال الحالية والمستقبلية في مختلف مستويات التعليم من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة العليا وذلك تكريسا لواجب الذاكرة الوطنيّة.

– نشر أشغال الندوة و الندوات السابقة في كتب ومنشورات علمية محكّمة.

شريط وثائقي عن أحداث 8 ماي 1945 ومشاركة في المسيرة المعتادة:

لم تكن السياحة غائبة عن اهتمامات الساهرين على أشغال ملتقى 08 ماي حيث تمّ تنظيم زيارات للمشاركين إلى كل من الحمامات الطبيعيّة والموقع الأثريّ الروماني القريبين من مدينة قالمة. كما تمّ عرض شريط وثائقي عن تاريخ ندوة 08 ماي 1945 منذ انطلاقها في دورتها الأولى سنة 2002 إلى غاية هذه الدورة وذلك بعرض تسجيلات نادرة لكلمات رؤساء ووزراء وشخصيات رسمية جزائرية حضرتها.

وعشيّة اليوم الثاني للندوة شارك بعض المحاضرين في المسيرة السنوية المخلدة لمجازر 8 ماي 1945 (بداية من الساعة الرابعة عصرا) وفقا للمسار الذي مرّت به مسيرة الأسلاف في ذلك اليوم الدامي بطريقة سلمية تتقدّمهم والية ولاية قالمة السيّدة حوريّة عقّون والإطارات الجهوية ونواب الولاية في مجلس نواب الشعب ومجلس المستشارين، رفقة سامي إطارات الجيش والأمن والدرك الوطني الجزائري وتشكيلات عن الكشافة والطفولة والشباب وجمعيات المجتمع المدني …الخ.

تكريم الأساتذة المحاضرين ومجموعة من المجاهدين:

في اختتام الملتقى، تولى مدير الجامعة ونواب الولاية، تكريم كل من ساهم في إنجاح هذا المتلقى الدولي وفي مقدمتهم السيّدة أنيسة بومدين والمجاهد وعلي آيت أحمد ورئيس لجنة تنظيم المتلقى الدولي الأستاذ عمر عبد الناصر وكافة مساعديه و الأستاذة المحاضرين، إضافة إلى بعض المسؤولين والعمداء والمديرين السابقين لجامعة قالمة. ودعا كل المشاركين في الملتقى إلى عشاء بنزل لالة ماونة.

هنيئا لجامعة قالمة و اللجنة العلمية للملتقى وللشعب الجزائري الشقيق عموما على نجاح أشغال الدورة 23 للملتقى الدولي الموسوم بـ 'المجازر الفرنسية من خلال 08 ماي 1945: الذاكرة الوطنية والمواقف الدولية'. وشكر جزيل لكل الإخوة الذين سهروا على حسن تنظيم هذا الملتقى وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ومرحبا بهم جميعا في تونس للمشاركة في تظاهرات أكاديمية إحياءً لمحطّات تاريخيّة مشتركة مثل العدوان الفرنسي على ساقية سيدي يوسف على الحدود التونسية الجزائرية يوم 08 فيفري 1958… وتوطيدا لشراكة أكاديمية تكريسا للأخوّة التونسية- الجزائرية حيث أنّ المستعمر واحد وجرائمه في حقّ الشعبين الجزائري والتونسي واحدة التي لم تزد إلا في حلم راودهما منذ عقود، ألا وهو بناء مغرب عربيّ كبير واحد.

علما وأنه سيحلّ قريبا ضيوفا على تونس كل من: مدير جامعة قالمة، الأستاذ صالح العقّون ونائبته الأستاذة عايدة بن حميدة والأستاذ الشايب قدادرة لإبرام اتفاقية شراكة مع جامعة منوبة ممثلة في رئيسها، الأستاذ عامر الشريف ومعهد تاريخ تونس المعاصر ممثلا في مديره، الأستاذ خالد عبيد. فمرحبا بهم في بلدهم تونس.

جامعة سوسة.