اخبار تونس
موقع كل يوم -أنباء تونس
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
عندما أعلن منذ عشرة أيام زهير الجيس عن ايقاف يرنامح بوليتيكا على بعد 11 سنة، تفاجأ المتابعون للشأن السياسي، فالخبر موجع. اليوم تأكد الخبر، خبر ايقاف كل تحليل سياسي و فكر معارض في المشهد الاعلامي… حسام الحامي المنسق العام في ائتلاف صمود عبر هو الآخر عن حزنه العميق لنهاية هذا البرنامج:
'برنامج استمر على مدى أحد عشر عامًا، وأُنهي تحت وطأة أربع سنوات من الاستبداد والقمع والترهيب.
'لقد أُغلِق تقريبًا كل الفضاء الإعلامي الحر.
لم يتبقَ سوى مساحات محدودة، محتشمة، وهي بدورها مهددة بالزوال.
'المنابر السياسية التي كانت فضاءات لنقاش حرّ وتعددي، حيث يُسمع الرأي والرأي المخالف، اندثرت.
'المنابر الإذاعية في موزاييك، شمس، IFM، راديو ماد، كاب أف أم، الإذاعة الوطنية، إذاعة الشباب، الإذاعة الثقافية، والإذاعات الجهوية العامة والخاصة…
والبلاتوهات التلفزية التعددية… الكل تم إسكاتها.
'لكل إغلاق مبرّر وتفسير، لكن النتيجة واحدة: لم يبقى إلا صوت واحد، خطاب واحد، رأي واحد.
'لم يتبقَ للمواطن إلا أن يُغرق في خطاب الإنجازات الوهمية للعلو الشاهق، ويُغذى بنظريات المؤامرة واللوبيات والمقارن والطناجر، وتُملأ يومياته ببرامج الترفيه وسكوبات وفضائح أخلاقية.
'ستنمو صحافة المجاري، وتزدهر البروباغندا.
'في كل هذا، ما يُوجعني حقًا هم شهداء الثورة وجرحاها، وكل من حلم بتونس ديمقراطية وتعددية.
أولئك الذين افتخروا حين رأوا، في لحظة نادرة في التاريخ العربي، رئيس جمهورية يسلم السلطة لخلفه بطريقة راقية وسلمية بعد انتخابات حرّة.
'هذا المساء، يغمرني حزن عميق.
لكنّي أؤمن بأن بعد العسر يسرا'.