اخبار تونس
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ١٦ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- تواجه شركة فايزر منعطفاً استراتيجياً حاسماً في مسيرتها، إذ كشفت في بيانها الأخير عن توقعات باستقرار مبيعاتها لعام 2026 دون نمو يُذكر، مع تحديد نطاق إيرادات يتراوح بين 59.5 مليار و62.5 مليار دولار، وهو ما يتماشى مع تقديرات المحللين في 'وول ستريت'، وفق 'بلومبرج'.
يأتي هذا الأداء في وقت يسعى فيه الرئيس التنفيذي للشركة،ألبرت بورلا، إلى إعادة بناء الشركة وتعويض التراجع الحاد في الطلب على لقاحات وعلاجات كوفيد-19، والتي يُتوقع أن تنخفض مبيعاتها بنحو 1.5 مليار دولار إضافية العام المقبل لتستقر عند حدود 5 مليارات دولار فقط.
وإلى جانب تراجع المنتجات المتعلقة بالجائحة، تصطدم فايزر بتحديات رقابية وتنافسية كبرى، لا سيما مع دخول تخفيضات أسعار دواء 'إليكويس' حيز التنفيذ بموجب قانون خفض التضخم الأمريكي، بالإضافة إلى المنافسة الشرسة التي تواجهها أدويتها الرئيسية مثل 'بريفنار' و'فينداكيل'. هذه الضغوط دفعت الشركة لتبني إجراءات تقشفية قاسية تهدف لتحقيق وفورات تتجاوز سبعة مليارات دولار بحلول عام 2027، مع التركيز على إنجاز الجزء الأكبر من هذه الوفورات خلال عام 2026 لتعزيز الملاءة المالية للشركة ودعم عمليات البحث والتطوير.
وفي إطار سعيها لإيجاد محركات نمو بديلة، تراهن فايزر بقوة على سلسلة من الاستحواذات الضخمة والمكلفة، أبرزها صفقة الاستحواذ على شركة 'سيجين' المتخصصة في أدوية السرطان مقابل 43 مليار دولار، ومؤخراً الاستحواذ على شركة 'ميتسيرا' بقيمة 10 مليارات دولار لدخول سوق أدوية السمنة الواعد. ورغم أن هذه الأدوية لا تزال في مراحل تطوير مبكرة وقد تستغرق سنوات لتصل إلى الأسواق، إلا أن الإدارة تعتبرها ركيزة أساسية لمستقبل الشركة بعد عقد من الزمان، خاصة في ظل توقعات 'بلومبرغ إنتليجنس' التي تشير إلى احتمال استمرار حالة الركود في المبيعات حتى عام 2031.
وتخطط الشركة لإعادة استثمار 500 مليون دولار من الأموال الموفرة عبر خفض التكاليف مباشرة في قطاع البحث والتطوير، حيث تتوقع أن يصل إجمالي الإنفاق في هذا المجال إلى ما بين 10.5 و11.5 مليار دولار في العام المقبل. ويمثل هذا الاستثمار 'الرهان الأخير' لبورلا لإثبات نجاح رؤيته في تحويل فايزر من شركة تعتمد على طفرة الجائحة إلى عملاق دوائي يمتلك محفظة متنوعة في مجالات الأورام والتمثيل الغذائي، وهو ما سيحدد مسار سهم الشركة الذي فقد أكثر من نصف قيمته منذ ذروته التاريخية.

























