اخبار تونس
موقع كل يوم -جريدة الشروق التونسية
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
لم تعد المأساة في غزة تُروى بالأرقام، ولا تُختصر في عناوين عاجلة. بل تحولت إلى حكايات حيّة، تنطق بالجوع والانكسار، وتروى من أفواه أصحابها وهم على حافة الهاوية.
ومن هذه الحكايات، يبرز صوت الصحفي الفلسطيني بشير أبو الشعر، الذي اضطر إلى أن يعرض كاميرته -مصدر رزقه الوحيد- للمقايضة، مقابل كيس دقيق فقط، في مشهد يلخص قسوة الحصار، ومرارة الجوع، وانحناء الكرامة أمام الحاجة.
في واحدة من أكثر صور الجوع قسوة وإيلاما، كتب أبو الشعر عبر صفحته الرسمية على 'فيسبوك': 'أريد كيس دقيق فقط.. لم أعد أحتمل رؤية أطفالي وهم ينامون ببطون خاوية'، معلنًا استعداده لاستبدال كاميرته من نوع ''Canon D80″' مصدر رزقه الوحيد مقابل ما يسدّ به رمق أسرته.
وفي منشوره المؤلم، عبّر عن استعداده للتخلي عن كاميرته الشخصية من نوع ''Canon D80″'، التي تمثّل مصدر دخله الوحيد، مقابل ما يسدّ به رمق أطفاله الذين أرهقهم الجوع تحت وطأة الحصار الإسرائيلي، والغلاء الفاحش، واستغلال تجار الأزمات.
لم تكن كلمات بشير مجرد عرض مؤلم، بل إعلان استسلام مؤقت أمام مجاعة متفاقمة؛ إذ لم يكن منشوره صرخة فردية فقط، بل تعبيرًا صارخًا عن واقع مأساوي يعيشه أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، حيث يحكمهم الحصار، وتنهشهم المجاعة بصمت، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، واستغلال قاتل من بعض تجار الأزمات.
وقد أثار المنشور موجة واسعة من التفاعل والتضامن عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه كثيرون بأنه 'صرخة وجع مدوّية من قلب الغلاء والجوع، وانعدام مقومات الحياة'، وسط حالة من الذهول والصدمة من حجم المجاعة التي بلغها سكان غزة في ظل استمرار حرب الإبادة منذ قرابة عامين.
وعبّر مغردون عن صدمتهم مما آل إليه الحال في قطاع غزة، مشيرين إلى أن 'ما وصلنا إليه يتجاوز حدود العقل والمعقول'.