السودان يصرخ في وجه العالم: أوقفوا جرائم الفاشر

متابعات- نبض السودان

ندد السودان بصمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر، محذرا من خطورة استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين، في ظل تدهور إنساني وصحي غير مسبوق تشهده البلاد.

السودان يهاجم صمت العالم

أكد مندوب السودان الدائم بجنيف السفير حسن حامد أن المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، يلتزم صمتا مريبا تجاه ما وصفه بجرائم مليشيا الدعم السريع في الفاشر وغيرها من مناطق البلاد، مشيرا إلى أن القرار الأممي رقم 2736 لم يُترجم إلى تحركات فعلية توقف الانتهاكات أو تضع حدا للمعاناة الإنسانية المتفاقمة.

دعوة لوقف استخدام التجويع كسلاح

وأوضح السفير حامد خلال كلمته أمام جلسة الإحاطة المشتركة الرفيعة التي نظمها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن استخدام الحصار والتجويع من قبل مليشيا الدعم السريع يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان تستهدف المدنيين العزل، مشددا على أن استمرار هذه الممارسات يُعد خرقا صارخا للقانون الدولي الإنساني ولجميع المواثيق الدولية.

أوضاع إنسانية وصحية كارثية

وأشار المندوب السوداني إلى الأوضاع الإنسانية والصحية المتدهورة في مختلف ولايات السودان نتيجة الحرب، موضحا أن النظام الصحي في البلاد تعرض لتدمير ممنهج واستهداف مباشر للمستشفيات والمراكز الطبية، مما تسبب في انهيار الخدمات الصحية وصعوبة وصول المواطنين إلى العلاج والدواء.

نداء لدعم وزارة الصحة السودانية

وطالب السفير حسن حامد المنظمات الدولية المختصة بتقديم دعم عاجل وكبير لوزارة الصحة الاتحادية، التي تبذل جهودا مضنية لمواجهة تفشي الأمراض والأوبئة، وفي مقدمتها حمى الضنك التي انتشرت في عدد من الولايات بسبب تردي الأوضاع البيئية والصحية، وانعدام الأدوية والمستلزمات الطبية.

هجوم جديد في الفاشر

وفي أحدث التطورات الميدانية، شهدت مدينة الفاشر اليوم السبت واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ اندلاع الحرب، حيث لقي 60 شخصا مصرعهم جراء قصف نفذته مليشيا الدعم السريع بطائرة مسيرة استهدفت مركز دار الأرقم للنازحين، وهو مركز يضم مئات الأسر التي فرت من مناطق القتال وتعيش في ظروف إنسانية بالغة القسوة.

جريمة تضاف إلى سجل الانتهاكات

وأدان السودان هذه الجريمة الجديدة التي وصفها بأنها استمرار لسلوك المليشيا في استهداف المدنيين، مؤكدا أن مثل هذه الهجمات لن تؤدي إلا إلى مزيد من تصعيد الصراع وتعميق الكارثة الإنسانية. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف ما يجري من عمليات قصف وحصار ضد السكان في الفاشر وسائر ولايات دارفور.

تذكير بجرائم الدعم السريع

وكانت تقارير سابقة قد وثقت استخدام مليشيا الدعم السريع للطائرات المسيرة والقصف المدفعي العشوائي ضد المناطق السكنية في الفاشر، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين، وتدمير مراكز الإيواء والمستشفيات، في ظل استمرار الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من عام ونصف.

السودان يطالب بالتحقيق والمساءلة

وطالب مندوب السودان الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية بفتح تحقيق عاجل ومستقل في جرائم المليشيا ومحاسبة المسؤولين عنها، مؤكدا أن السكوت على هذه الأفعال يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية جسيمة، خصوصا أن الضحايا أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.

دعوات لإغاثة المدنيين

ودعا السفير حسن حامد إلى تكثيف الجهود الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، مطالبا بتوفير ممرات آمنة للمدنيين وضمان وصول الغذاء والدواء دون عوائق، مشيرا إلى أن استمرار تجاهل هذه الأزمة سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى يصعب تداركها لاحقا.

خطر استمرار الحرب

وختم المندوب السوداني كلمته بالتأكيد على أن استمرار الحرب في السودان دون تدخل جاد من المجتمع الدولي سيؤدي إلى اتساع رقعة الدمار والانتهاكات، مشيرا إلى أن بلاده تواجه لحظة مصيرية تستدعي التضامن الدولي العاجل لوضع حد لما وصفه بـ'جرائم المليشيا ضد الإنسانية'.