اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٥ أب ٢٠٢٥
أعلن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار أن النزاع المسلح الذي تشهده البلاد يقترب من نهايته، مشيرًا إلى أن المعارك الميدانية باتت في مراحلها الأخيرة، رغم أن التداعيات الناتجة عن الحرب قد تستمر لسنوات مقبلة. وفي حديثه أمام تجمع لمبادرة رموز المجتمع بمدينة أم درمان، أكد عقار أن نهاية الحرب لن تكون مجرد توقف للقتال، بل ستتطلب مصالحات وطنية شاملة تمهّد لبناء سودان جديد على أسس أكثر عدالة وتوازنًا.
ووصل عقار إلى العاصمة الخرطوم يوم الأحد، برفقة نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق شمس الدين الكباشي، في زيارة تحمل دلالات سياسية وميدانية، وسط مؤشرات على بدء مرحلة جديدة من الترتيبات الداخلية. وخلال كلمته، أشار عقار إلى أن أحد أبرز آثار الحرب يتمثل في انتشار السلاح بين المواطنين، وهو سلاح تم توزيعه من قبل الجيش وقوات الدعم السريع والحركات المسلحة المختلفة، إلى جانب الأسلحة التي اقتناها المواطنون بأنفسهم لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم في ظل غياب الأمن.
وشدد عقار على ضرورة إخراج العناصر غير السودانية التي شاركت في الحرب، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تستدعي مراجعة شاملة للأفكار والسياسات التي أدت إلى تفاقم الأزمة، بما في ذلك إعادة النظر في توزيع المؤسسات الحيوية داخل البلاد. وأوضح أن تركيز المصانع والجامعات والخدمات الأساسية في العاصمة الخرطوم يُعد خطأ استراتيجيًا، لأنه يجعلها عرضة للتدمير الكامل في حال اندلاع أي نزاع، كما يدفع المواطنين إلى النزوح من المناطق الريفية نحو المركز، الأمر الذي يفاقم التفاوت التنموي ويُضعف الأطراف.
وفي إطار الاستعدادات للمرحلة المقبلة، أعلن عقار عن تشكيل لجنة عليا معنية بتهيئة الظروف لعودة المواطنين إلى العاصمة، وأسند رئاستها إلى عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر، في خطوة تهدف إلى تنظيم العودة التدريجية للنازحين. من جانبها، أفادت السلطات المحلية بأن الخرطوم تشهد يوميًا عودة آلاف المواطنين إلى أحيائها، في مؤشر على بدء تعافي جزئي في بعض المناطق، رغم استمرار التحديات الأمنية والخدمية.