اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
توقع خبراء اقتصاديون أن يشهد السودان انفراجاً وشيكاً في أزمته الاقتصادية عبر حصوله على منح مالية من بعض الصناديق العربية والدول الصديقة، رغم استمرار التعثر في الدعم الغربي. وأكد الخبراء أن الصين تظل من أبرز الداعمين للخرطوم في ظل تقلبات سياسية واقتصادية معقدة.
منح عربية مرتقبة بشروط خاصة
قال الدكتور أحمد الشريف، الناطق الرسمي السابق باسم وزارة المالية والمنتدب لدى الوحدة الاقتصادية، إن السودان قد يتلقى دعماً من مؤسسات مثل البنك الإسلامي للتنمية، والصندوق السعودي للتنمية، وبنك التنمية الإفريقي. وأشار إلى أن الأخير يشترط تنفيذ المنح عبر طرف ثالث لضمان الشفافية والحوكمة المالية، وهو ما قد يساعد في استعادة الثقة الدولية تجاه السودان.
ضعف فرص الدعم الغربي
وفي حديثه لـ'نبض السودان'، قلّل الشريف من فرص حصول الخرطوم على تدفقات مالية أو مساعدات فنية من الغرب، مؤكداً أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة ما زالت متحفظة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية. وأضاف أن بعض الدول العربية باتت هي الأخرى أكثر حذراً في تقديم الدعم التنموي، باستثناء المساعدات الإنسانية التي تقدمها قطر بشكل منتظم.
الصين في مقدمة الداعمين
توقع الشريف أن تستمر الصين في تقديم الدعم المالي والفني للسودان، مشيراً إلى أن بكين لم تغيّر سياستها تجاه الخرطوم. واعتبر أن استمرار هذا الدعم يعكس ثبات الموقف الصيني في تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع السودان، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة. هذا الرأي أيده الخبير المالي رحمة الله بابكر، مسؤول الحسابات السابق بوزارة المالية، الذي رجّح وصول دعم قريب من قطر، السعودية، والصين خلال الفترة المقبلة.
تحذيرات من التعويل على الوعود
من جانبه، دعا الدكتور بدرالدين قرشي، النائب الأول السابق لمحافظ بنك السودان المركزي، إلى الحذر في التعامل مع هذه الوعود. وأوضح أن وزارة المالية وقعت سابقاً في خطأ استراتيجي حينما بنت تقديراتها على تعهدات بمنح السودان 2.5 مليار دولار لم تصل، بينما أقدمت في ذات الوقت على زيادة الرواتب بنسبة 600%، مما ضاعف من الضغوط التضخمية وأدى إلى أزمات اقتصادية خانقة.
منحة صينية جديدة لدعم القطاعات الحيوية
في تطور لافت، أعلنت الصين مؤخراً عن تقديم منحة جديدة للسودان بقيمة 210 ملايين يوان صيني، موجهة إلى دعم قطاعات الصحة والتعليم والمياه. وتأتي هذه الخطوة في إطار مخرجات قمة التعاون الصيني الأفريقي، التي تهدف إلى تعزيز الشراكة بين بكين والدول الأفريقية، بما فيها السودان.
دلالات سياسية واقتصادية
يرى محللون أن هذا الدعم يعكس رغبة الصين في تعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي داخل السودان، في وقت تتراجع فيه فرص المساعدات الغربية. كما يشير إلى أن بكين تسعى لترسيخ نفوذها عبر دعم مباشر لقطاعات حيوية تمس حياة المواطنين.
توقعات المرحلة المقبلة
بحسب الخبراء، فإن أي انفراج اقتصادي سيعتمد على قدرة الحكومة السودانية على إدارة هذه المنح بكفاءة، وتوجيهها نحو مشاريع إنتاجية وخدمية تقلل من الضغوط المعيشية على المواطنين. كما شددوا على ضرورة إصلاح البيئة الاقتصادية الداخلية لجذب استثمارات إضافية، بعيداً عن الاعتماد المفرط على الوعود الخارجية.