اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ١٤ أب ٢٠٢٥
a45083ee-7849-4ec3-a2b4-c18dfcfa108e
ترجم هذا المقال من موقع elcolombiano، وهو يتناول مشاهد صادمة لمرتزقة كولومبيين يقاتلون في الحرب الأهلية في السودان إلى جانب قوات الدعم السريع المدعومة من الإمارات، حيث يكشف تقرير الصحيفة تفاصيل مشاركتهم في المعارك، ومقاطع فيديو توثق إصابة أحدهم وسط تبادل كثيف لإطلاق النار، إضافةً إلى تسليط الضوء على الاتهامات الدولية لدور أبوظبي في تجنيد هؤلاء المرتزقة واستمرارها في تغذية الصراع في دارفور.
https://www.elcolombiano.com/internacional/imagenes-de-mercenarios-colombianos-en-la-guerra-civil-de-sudan-DI28575431
'أين أصابوك؟' – مشاهد صادمة لمرتزقة كولومبيين في الحرب الأهلية في السودان
يُظهر مقطع فيديو تزيد مدته عن ثلاث دقائق مرتزقة كولومبيين وهم في قلب المعركة، أحدهم ملقى على الأرض بعد إصابته بطلق ناري في ساقه.
السودان، في قلب القارة الأفريقية، يخوض حربًا أهلية طويلة وقاسية. وفي خضم هذا المشهد، ظهرت لقطات تكشف مشاركة عسكريين كولومبيين سابقين في القتال إلى جانب جيش شبه عسكري يواجه النظام العسكري السوداني، خاصة في إقليم دارفور.
يُعتقد أن الفيديو، الذي تتجاوز مدته ثلاث دقائق، قد صوّره كولومبي أثناء الاشتباك. وتُظهر اللقطات تباينًا واضحًا بين مظهر المقاتلين الأفارقة، وكثير منهم ينتعلون 'الشبشب' ويرتدون العمائم بدلًا من الخوذ، وقمصانًا بالية، وبين مظهر الكولومبيين المجهزين بخوذ وسترات واقية وأحذية عسكرية وكاميرات فيديو وزي قتالي كامل.
تظهر المشاهد الرجال وهم يحاولون الاحتماء وسط تبادل كثيف لإطلاق النار. وفي لحظة، يُسحب مقاتل كولومبي بين الأعشاب على يد رفاقه بعد إصابته في ساقه. وبمجرد وصولهم إلى مكان آمن، وفي ظل حرارة خانقة، يتبادلون عبارات قصيرة بين الحماس والإرهاق:
– 'أين أصابوك؟ هل أنت بخير؟' يسأل أحدهم.
– 'نعم، أشعر بالألم'، يرد المصاب.
– 'نحن نعرف أنك تتألم، نحتاج أن نعرف إذا كنت تشعر بالدوار أو كيف حالك'، يجيبه آخر.
بعد دقائق، ينسقون عملية الإخلاء: بعضهم يحمل الجريح، آخرون يراقبون، والبقية يتقدمون. وينقطع التصوير عند بدء الانسحاب بينما تتردد أصوات الطلقات في الخلفية.
ويُسمع صوت الكولومبي وهو يطلب المساعدة من المقاتلين المحليين قائلًا بالإنجليزية والإسبانية: 'My friend, compa, two two two… حتى يساعدونا هنا لدعم هؤلاء… سنبدأ بالانسحاب لإخراج هذا الرجل'.
ووفقًا لمصادر دولية، انضم مئات من العسكريين الكولومبيين السابقين إلى هذه القوات غير النظامية في السودان. وعقب اطلاعه على هذه التقارير، أعلن الرئيس غوستافو بيترو أنه سيطلب تمريرًا عاجلًا لمشروع قانون يحظر الارتزاق في كولومبيا، واصفًا إياه بأنه 'اتجار بالبشر وتحويلهم إلى سلع للقتل'. وجاء هذا التصريح بعد التأكد من مقتل عدد من الكولومبيين الذين يُعتقد أنهم استُؤجروا كمرتزقة، وكانوا على متن طائرة إماراتية أسقطها الجيش السوداني.
وتؤكد السودان أن الإمارات العربية المتحدة تقوم بتوظيف مرتزقة كولومبيين للقتال في صفوف قوات الدعم السريع، وهي المجموعة شبه العسكرية المنافسة لها.
منذ أبريل 2023، أسفرت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، وتسببت في 'أسوأ أزمة إنسانية في العالم'، بحسب الأمم المتحدة. كما أثارت هذه الحرب اتهامات واسعة النطاق بالمشاركة الأجنبية، خاصة دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع.
ما الذي يحدث في السودان؟
دارفور، وهي منطقة قاحلة في غرب وجنوب غرب السودان تبلغ مساحتها 500 ألف كيلومتر مربع ويقطنها نحو 10 ملايين نسمة، عانت عقودًا من الحروب والمجاعات والجفاف. يعيش 10% من سكانها في مخيمات للنازحين.
منذ أبريل 2023، يقاتل الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان 'حميدتي' من أجل السلطة. كان الطرفان قد تعاونا بعد الإطاحة بعمر البشير عام 2019، لكنهما دخلا في مواجهة بعدما رفض حميدتي دمج ميليشياته في الجيش.
دمّر الصراع البنية التحتية، وشرّد 8.8 مليون شخص (70% منهم أطفال)، وفاقم أزمة الجوع؛ إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن 770 ألف طفل قد يعانون من سوء التغذية الحاد في عام 2025. كما تقوم الميليشيات بحرق المحاصيل، وتُسجَّل حالات عنف جنسي واسعة النطاق حتى ضد الأطفال، وهي جرائم وصفتها الأمم المتحدة واليونيسف بأنها جرائم حرب.
وبشأن المرتزقة الكولومبيين، أكد خبراء الأمم المتحدة أنه منذ أواخر 2024 تم رصد وجود مرتزقة كولومبيين في طرفي الصراع في دارفور. وأعلنت 'القوات المشتركة' —وهي تحالف موالٍ للجيش— أن أكثر من 80 منهم يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع في الفاشر، عاصمة شمال دارفور وآخر معاقل الجيش في الإقليم.
في هذا الفيديو، يمكن سماع أصوات إطلاق النار منذ اللحظة الأولى في وضح النهار:
– 'هيا، هيا. واحد آخر ينزل ويدعم لإخراج هذا الرجل'، يقول المصور لزملائه الذين لا يظهرون في المشهد.
عندما تُعدَّل زاوية الكاميرا، وبغياب استجابة واضحة للمساعدة، يواصل المرتزق الذي يصوّر إطلاق النار. ثم يدير الكاميرا ليُظهر أنه ليس وحيدًا، بل برفقة رفاق من كولومبيا والسودان. ويُعرف السودانيون بأنهم لا يرتدون خوذًا، ووضعية حملهم للسلاح تبدو غير احترافية، وتجهيزاتهم لا تناسب التواجد في تبادل كثيف لإطلاق النار، الذي يزداد حدة مع مرور الوقت.
هذه هي حقيقة السودان التي يعانيها منذ سنوات: يوميات يطبعها تبادل إطلاق النار، وإصابة نحو 100 ألف شخص بالكوليرا، ووجود مرتزقة أجانب، واستنزاف قوى البلاد في حرب طويلة من أجل السلطة.
يوسف كامل امين