قصف يدمّر ما تبقى من أمل للمرضى في الفاشر

متابعات- نبض السودان

أعلنت شبكة أطباء السودان أن مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور تعرضت صباح اليوم لقصف مدفعي مكثف من قبل قوات الدعم السريع، حيث استهدف القصف المستشفى الجنوبي الذي يعد من أهم المرافق الطبية المتبقية بالمدينة. وأدى القصف إلى إصابة كادر التمريض مصعب يعقوب يوسف إبراهيم، الذي يعمل بقسم الطوارئ والإصابات، إضافة إلى ستة مرضى بينهم طفل وامرأة حامل.

المستشفيات خارج الخدمة ومرافق الصحة في خطر

وأكدت الشبكة في تعميمها أن هذا الاستهداف يجيء في وقت خرجت فيه نحو 90% من المستشفيات بمدينة الفاشر عن الخدمة، ما جعل المرافق الطبية المتبقية ملاذًا وحيدًا لعشرات الآلاف من المرضى. وأوضحت أن تكرار القصف على المستشفى الجنوبي، للمرة الثانية خلال أسبوعين، يكشف سعي قوات الدعم السريع لإخراج المرافق الصحية بالكامل عن الخدمة في ظل النقص الحاد في الإمدادات الطبية.

إدانة واسعة ومطالب بتحرك دولي عاجل

وأدانت شبكة أطباء السودان القصف الذي وصفته بالتعدي الصارخ على المرافق الطبية، مطالبة المنظمات الدولية والإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من البنية الصحية بالمدينة. كما دعت إلى فرض عقوبات رادعة على قوات الدعم السريع وقياداتها لوقف استهداف المستشفيات والمراكز الصحية.

المستشفيات تتحول إلى حطام وسط صمت دولي

وأشارت الشبكة إلى أن تكرار القصف حول المستشفيات في الفاشر إلى حطام، في تحدٍ واضح للقرارات الدولية التي تنص على حماية المرافق الطبية أثناء النزاعات. وأكدت أن صمت المجتمع الدولي على هذه الانتهاكات المتكررة يمثل تواطؤًا مباشرًا مع ما يحدث في دارفور، ويعكس موقفًا سلبيًا تجاه معاناة المدنيين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن.

حصار خانق ومعاناة إنسانية غير مسبوقة

وتعيش مدينة الفاشر حصارًا خانقًا تفرضه قوات الدعم السريع منذ فترة طويلة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق. ونتيجة لانعدام المواد الغذائية وارتفاع أسعارها بصورة فلكية، اضطر المواطنون إلى الاعتماد على علف الحيوانات المعروف بـ'الأمباز' كغذاء رئيسي، في مشهد يجسد عمق الكارثة الإنسانية التي تعصف بالمدينة.