اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في إنجاز طبي عالمي قد يغير مسار الوقاية من أمراض القلب، كشفت دراسة دولية واسعة النطاق عن أربع إشارات تحذيرية دقيقة يمكن أن تنبئ بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو قصور القلب قبل سنوات من وقوعها، مؤكدة أن فهم هذه العوامل القابلة للقياس يساعد الأفراد والأطباء على رصد نقاط الضعف القلبية في وقت مبكر قبل أن تتحول إلى مأساة صحية.
دراسة دولية تكشف خريطة الخطر
وبحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية American College of Cardiology، فقد قام فريق بحثي من كليتي الطب بجامعتي نورث وسترن ويونسي بجمع وتحليل البيانات الصحية لأكثر من 9.3 ملايين شخص بالغ من كوريا الجنوبية و6,803 بالغين من الولايات المتحدة. وتركزت الدراسة على أربعة عوامل خطر رئيسية هي: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، ارتفاع مستوى السكر في الدم، والتدخين.
نتائج صادمة تؤكد الارتباط شبه الكامل
أظهرت النتائج أن أكثر من 99% من الأشخاص الذين أُصيبوا بأمراض القلب التاجية كانت لديهم مستويات خطيرة في عامل واحد على الأقل من هذه العوامل الأربعة. وفي المقارنة بين المجموعتين، سجلت البيانات الكورية نسبة 99.7%، فيما بلغت النسبة الأمريكية 99.6%، وهو ما يؤكد أن الخطر لا يرتبط ببيئة أو ثقافة معينة، بل هو نمط صحي عام يسبق معظم حالات أمراض القلب. كما تبين أن 93% من المرضى كانت لديهم مشكلات في عاملين أو أكثر في الوقت ذاته.
تحذير الأطباء: لا تبحثوا عن الأعقد واهتموا بالواضح
قال الدكتور فيليب غرينلاند، الباحث الرئيسي وأستاذ أمراض القلب في كلية فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن، إن “الدراسة تُظهر بوضوح شبه مطلق أن وجود عامل خطر واحد أو أكثر قبل حدوث النوبة القلبية أمر حتمي تقريبًا”. وأضاف أن “التركيز يجب أن يكون على السيطرة على عوامل الخطر القابلة للتعديل بدلاً من البحث عن مسببات نادرة أو ثانوية ليست ذات تأثير سببي واضح”.
مؤشرات الخطر تظهر قبل سنوات
اعتمد الباحثون في تحليلهم على فحوصات طبية متعددة لكل فرد، مما مكّنهم من تتبع التغيرات في ضغط الدم والكوليسترول والغلوكوز والتدخين قبل سنوات من وقوع أول نوبة قلبية. وتبين أن هذه العوامل الأربعة تُعد العلامات التحذيرية الأساسية التي تُظهر الخطر مبكرًا.
90% من المرضى كانوا في نطاق الخطر
وعندما قام الفريق العلمي بتعديل البيانات لتتوافق مع الحدود التشخيصية المعتمدة طبيًا (ضغط الدم 140/90 فأعلى، الكوليسترول 240 فأكثر، الغلوكوز 126 فأكثر، والتدخين الحالي)، اكتشفوا أن تسعة من كل عشرة مرضى كانت لديهم قيمة واحدة على الأقل ضمن نطاق الخطر لحظة إصابتهم بأول نوبة قلبية خطيرة.
ضغط الدم في الصدارة
كشفت الدراسة أن ارتفاع ضغط الدم كان العامل الأكثر شيوعًا بين جميع المرضى، حيث وُجد لدى 95% من الكوريين المصابين و93% من الأمريكيين، مما جعله المؤشر الأول للنوبات القلبية. والأهم أن حتى النساء تحت سن الستين، واللواتي يُفترض أن خطر الإصابة لديهن أقل، أظهرن نفس المؤشرات التحذيرية.
النوبات القلبية ليست مفاجئة كما نعتقد
أثبتت الدراسة أن الاعتقاد السائد بأن النوبات القلبية تحدث فجأة دون مقدمات هو خاطئ تمامًا. فالنتائج تؤكد أن جميع المرضى تقريبًا كانت لديهم علامات خطر قابلة للقياس قبل سنوات من الحدث القلبي، ما يجعل الفحص الدوري والمتابعة الطبية المنتظمة ضرورة وليست رفاهية.
أهمية الوقاية والسيطرة على العوامل
خلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تنسف الاعتقاد بأن أمراض القلب التاجية أو السكتات تحدث دون إنذار، وتؤكد أن الوقاية الأولية عبر السيطرة على ضغط الدم والكوليسترول والسكر والإقلاع عن التدخين هي الركيزة الأساسية لتجنب الكارثة الصحية.
وقال الباحثون في ختام دراستهم: “إن أمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة نادرًا ما تحدث في غياب عوامل الخطر التقليدية، مما يجعل الفحص المبكر والتعديل السلوكي والطبي حجر الزاوية في إنقاذ الأرواح وتقليل عبء المرض عالميًا”.