اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تفاقمت الأزمة الصحية في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور بعد استمرار إضراب الكوادر الطبية بمستشفى نيالا التخصصي، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار العلاج داخل المدينة، وسط مخاوف متزايدة من انهيار كامل للخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية.
ارتفاع تكلفة العلاج ومعاناة المواطنين
أكد المواطن صالح عبدالقادر في حديثه أن استمرار إغلاق المستشفى التخصصي دفع كثيرًا من الأسر إلى اللجوء للعيادات الخاصة، التي فرضت أسعارًا باهظة على المرضى، موضحًا أن معظم المواطنين باتوا عاجزين عن تحمل تكاليف العلاج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الولاية.
وأشار إلى أن الإضراب المستمر تسبب في ضغط كبير على القطاع الصحي الخاص، حيث ارتفعت أسعار الكشف والعلاج بصورة تفوق قدرة المواطن العادي، مضيفًا أن بعض الأسر تضطر إلى تأجيل علاج أفرادها أو الاستدانة لتغطية المصاريف الطبية، بحسب دارفور24.
قصة مريض بين الحياة والموت
من جانبه، قال المواطن هارون جمعة، شقيق أحد المرضى، إن شقيقه كان يستعد لإجراء عملية مسالك بولية في المستشفى التخصصي بعد أن دفع مبلغ 850 ألف جنيه، إلا أن الإضراب أجبره على استرداد المبلغ، والاتجاه لإجراء العملية في عيادة خاصة بمبلغ أربعة ملايين جنيه، وهو ما يعادل نحو خمسة أضعاف تكلفة المستشفى الحكومي.
وأوضح جمعة أن الوضع الصحي لشقيقه كان خطيرًا، ولم يكن أمامه خيار سوى اللجوء للقطاع الخاص رغم التكلفة المرتفعة، مؤكدًا أن العديد من الأسر تعيش المأساة نفسها يوميًا بسبب توقف الخدمات الطبية في المستشفى الحكومي.
ضحايا الإضراب وفقدان الأرواح
في السياق ذاته، كشف مصدر طبي أن هناك عدداً من المرضى كانوا على وشك إجراء عمليات جراحية ومسالك بولية قبل أن يوقف الإضراب تلك الإجراءات، مؤكدًا أن بعضهم فارقوا الحياة نتيجة لعدم تمكنهم من دفع تكاليف العلاج في المراكز الخاصة.
وأضاف أن استمرار الإضراب لفترة طويلة يهدد حياة عشرات المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات عاجلة، في ظل غياب أي تدخل من السلطات الصحية لحل الأزمة.
جذور الأزمة: مديونية الدعم السريع
وبحسب المصدر ذاته، فإن الكوادر الطبية في مستشفى نيالا التخصصي دخلت في إضراب مفتوح منذ مطلع سبتمبر الماضي بسبب مديونيتها المالية على الدائرة الطبية التابعة لقوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن المستشفى لم يتسلم مستحقاته منذ أشهر، مما تسبب في توقف الخدمات تمامًا.
وأوضح أن قوات الدعم السريع كانت قد تعاقدت مع عدد من المرافق الصحية في نيالا لتقديم الرعاية الطبية لعناصرها المصابين، إلا أن تلك المرافق لم تتسلم المقابل المالي المتفق عليه، ما أدى إلى تراكم المديونيات وإغلاق بعضها.
إغلاق مجمع اليقين الطبي يزيد المعاناة
وأشار المصدر إلى أن مجمع اليقين الطبي أغلق أبوابه أيضًا للسبب ذاته، حيث لم يتم سداد المديونية المالية المستحقة له من قبل الوحدة الطبية التابعة لقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية في المدينة، خصوصًا مع زيادة أعداد الجرحى والمرضى المحتاجين للعناية الطبية.
غياب الحلول الرسمية واستمرار التدهور
حتى اللحظة، لم تصدر أي جهة رسمية في الولاية أو من وزارة الصحة الاتحادية بيانًا يوضح خطط الحكومة لمعالجة الأزمة، بينما تتزايد المخاوف من انهيار شامل للقطاع الصحي في نيالا إذا لم يتم التوصل إلى تسوية عاجلة بين الكوادر الطبية والجهات المعنية.
ويرى مراقبون أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى كارثة إنسانية حقيقية، خاصة في ظل أوضاع الحرب التي تعيشها مناطق واسعة من دارفور، والتي جعلت المستشفيات الحكومية الملاذ الوحيد للفقراء والنازحين.
أمل في الحل عبر وساطة محلية
وبينما تتواصل المعاناة اليومية، تجري محاولات محدودة من شخصيات اجتماعية وأهلية في نيالا للتوسط بين الكوادر الطبية والدائرة الطبية التابعة للدعم السريع، أملاً في استئناف العمل داخل المستشفى التخصصي، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوضع الصحي المتدهور في الولاية.


























