بيان جديد بشأن أكثر من مليون سوداني في تشاد

متابعات – نبض السودان

كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن أرقام صادمة تتعلق بتداعيات الحرب المستمرة في السودان منذ اندلاعها في أبريل 2023، مؤكدة أن أكثر من 1.2 مليون شخص فرّوا من البلاد إلى تشاد خلال الأشهر الماضية، بينهم ما يزيد على 300 ألف من العائدين التشاديين الذين كانوا يقيمون في السودان قبل اندلاع النزاع.

وتوقعت المنظمة في تقريرها الأخير أن يرتفع هذا العدد إلى 350 ألف عائد تشادي بحلول ديسمبر المقبل، في ظل استمرار القتال وتصاعد انعدام الأمن الغذائي في إقليم دارفور، الذي بات أحد أكثر المناطق تضررًا من الصراع الدامي.

موجة نزوح هي الأكبر في إفريقيا خلال عامين

وصفت المنظمة الوضع الإنساني على الحدود السودانية التشادية بأنه واحد من أكبر وأعقد أزمات النزوح في القارة الإفريقية خلال العامين الأخيرين، مشيرة إلى أن تدفق اللاجئين والعائدين من السودان إلى تشاد لا يزال مستمرًا بوتيرة متصاعدة، في ظل غياب مؤشرات واضحة على قرب انتهاء الحرب.

وأكدت أن معظم الوافدين يعيشون في مواقع نزوح مؤقتة أو داخل المجتمعات المضيفة في بيئات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية، مشيرة إلى أن هؤلاء يعانون من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي والمأوى والرعاية الصحية، إلى جانب حاجتهم الماسة إلى الحماية الإنسانية العاجلة.

الأطفال.. الوجه الأكثر قسوة للأزمة

وكشف التقرير أن الأطفال يشكلون نحو 67% من إجمالي العابرين إلى تشاد، ما يثير مخاوف إنسانية متصاعدة بشأن أوضاعهم الصحية والتعليمية والنفسية.

وحذرت المنظمة من أن بيئة النزوح الحالية 'غير آمنة للأطفال'، إذ يواجه الكثير منهم مخاطر سوء التغذية، والإصابة بالأمراض المعدية، والانقطاع التام عن التعليم، فضلًا عن تعرض بعضهم لخطر الاستغلال والعنف في ظل غياب أنظمة الحماية الفعالة.

أزمة إنسانية وصفت بالأخطر في العصر الحديث

أشارت المنظمة إلى أن الأزمة الناجمة عن الحرب السودانية أصبحت تُصنف ضمن أخطر الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، إذ أدت إلى انهيار شامل في الخدمات الأساسية داخل السودان، بما في ذلك الغذاء، والمياه، والصحة، والتعليم، والمأوى.

ومع توسّع رقعة القتال لتشمل مناطق جديدة في دارفور وكردفان والخرطوم، يعيش ملايين المدنيين أوضاعًا مأساوية، وسط مخاطر الجوع، والأوبئة، وانعدام الأمن.

صعوبات أمام العمل الإنساني

أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن جهود الإغاثة تواجه تحديات جسيمة، أبرزها القيود الأمنية، والانهيار الإداري، وتعطل سلاسل الإمداد، ما يجعل الوصول إلى المناطق المتأثرة شبه مستحيل في بعض الأحيان.

وأوضحت أن المنظمات الإنسانية العاملة في السودان وتشاد تواجه نقصًا حادًا في التمويل، ما يحدّ من قدرتها على تلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين والنازحين، خاصة في ظل توقعات بارتفاع الأعداد خلال الأشهر المقبلة.

تداعيات الحرب تمتد إلى دول الجوار

ولم تقتصر آثار الحرب على الداخل السوداني، بل تجاوزت حدوده لتشكل ضغطًا متزايدًا على دول الجوار، وفي مقدمتها تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وإفريقيا الوسطى ومصر.

فبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فقد تجاوز عدد اللاجئين الفارين من السودان إلى الدول المجاورة حاجز الأربعة ملايين شخص، ما يشكل عبئًا إضافيًا على اقتصادات هذه الدول التي تعاني أصلًا من أزمات مالية وإنسانية متراكمة.

نداء عاجل لتكثيف الدعم الدولي

دعت المنظمة الدولية للهجرة المجتمع الدولي إلى تعبئة عاجلة للموارد وزيادة التمويل المخصص للاستجابة الإنسانية في السودان وتشاد، مؤكدة أن الوضع الراهن 'لم يعد يحتمل المزيد من التأخير'.

وشددت على ضرورة وضع خطط إغاثة شاملة تضمن توفير الغذاء والمياه والمأوى والرعاية الصحية والتعليم للأطفال، مع تعزيز برامج الحماية والدعم النفسي والاجتماعي للنازحين واللاجئين.

وأكدت المنظمة أن تجاهل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان سيؤدي إلى نتائج كارثية تمتد إلى المنطقة بأكملها، محذّرة من أن استمرار الصراع يعني مزيدًا من النزوح والجوع والانهيار المجتمعي والاقتصادي في القرن الإفريقي وغربه.