اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٥ أب ٢٠٢٤
محمود جبار - الخليج أونلاين
قطاع المسرح أصبح بعد 'رؤية 2030' أكثر فاعلية وأكثر جاذبية من قبل، بفضلالدعم الكبير الذي تقدمه الجهات المعنية في المملكة للفنانين، وتحفيز الشباب والمبدعين للمشاركة في النهضة الفنية والثقافية.
يشهد المسرح السعودي تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية، ليكون مواكباً للتغييرات الاجتماعية والثقافية والفنية التي عرفتها المملكة في السنوات القليلة الماضية.
المسرح السعودي على الرغم من أنه موجود منذ عقود عبر محاولات عديدة وفرق فنية، فإنه لم يجد في الماضي الدعم من بنى تحتية وفعاليات تمكّنه من أخذ موقع له بين نظرائه في الدول الخليجية والعربية، لا سيما مع اكتناز السعودية بالإرث الثقافي.
لكن الجهد المبذول من قبل القائمين على المسرح السعودي أخذ يظهر خلال السنوات الخمس الماضية، حتى أُعلنالأربعاء (21 أغسطس الجاري)، أن الرياض ستستضيف النسخة الـ14 من 'مهرجان المسرح الخليجي' من 10 إلى 17 سبتمبر المقبل، للمرة الأولى في تاريخها.
وسيضم المهرجان عدداً من العروض المسرحية من مختلف دول مجلس التعاون، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية، التي تشكل أساساً للمعرفة وتبادل الخبرات والحوار الفكري للنهوض بالحركة المسرحية الخليجية.
بدايات المسرح السعودي
المسرح في السعودية ليس جديداً، فقد كانت هناك العديد من المحاولات، ويمكن تلخيصها بالآتي:
كما ساهمت عدة خطوات فنية وثقافية مهمة في تطور الحركة المسرحية السعودية الحديثة منها:
تطوير المسرح
وخلال السنوات القليلة الماضية أخذت السعودية على عاتقها تطوير ودعم المسرح، حيث بلغعدد المنظمات المسرحية أكثر من 100 منظمة غير ربحية خلال العام الجاري، في حين لم تتجاوز 60 منظمة في العام الماضي، بحسب هائل عقيل رئيس نادي مسرح جدة.
وأرجع عقيل هذه الزيادة، في تصريح لموقع 'العربية نت' السعودي، في أبريل الماضي، إلى وجود عدد كبير من المواهب التي تريد أن توصل صوتها وموهبتها للجمهور، والتحول الإيجابي لقطاع المسرح بعد 'رؤية 2030'، حيث أصبح 'أكثر فاعلية وأكثر جاذبية من قبل'، بفضلالدعم الكبيرالذي تقدمه الجهات المعنية في المملكة للفنانين وتحفيز الشباب والمبدعين للمشاركة في النهضة الفنية والثقافية.
وخلال الفترة المقبلة ستشهد المملكةحراكاً مسرحياً بعد سنوات طويلة من الغياب، وذلك في ضوء 'رؤية 2030'، وفق تأكيد سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية.
البازعي قال في حديث صحفي مع موقع 'الشرق' السعودي في يناير الماضي، إن الهيئة لديها عديد من المهام الاستراتيجية التي تعمل عليها حالياً، أبرزها 'إعادة علاقة الجمهور بالمسرح، وجعله حاضراً في الحياة الثقافية للمواطنين السعوديين والمقيمين بالمملكة'.
وحول تأخر نشاطات الهيئة رغم انطلاقها عام 2020، فسَّر ذلك بـ'طول فترة التجهيز لوضع البنية الأساسية، من تنمية قدرات، وإيجاد كفاءات، من خلال إقامة دورات احترافية وتدريب مكثف، وتهيئة الأنظمة، وتطوير أوضاع الفرق المسرحية وغيرها'.
كما أوضح أن هناك مساعي حالياً للاستثمار في المسارح القديمة الخاصة من خلال عقد اتفاقيات لتطويرها، بجانب إنشاء مشاريع ضخمة، تقدمها جهات كبيرة لإنشاء مسارح متكاملة في المدن الكبرى، فضلاً عن مشروع وزارة الثقافة الجديد الذي يحمل اسم 'بيوت الثقافة'.
ويرى البازعي، أن المسرح السعودي قادر على التأثير في المسرح العربي مستقبلاً، مبيناً أن 'لدينا موروثاً كبيراً من القصص في تاريخنا وتراثنا من قبل الإسلام إلى العصر الحديث، لم تروَ حتى الآن'.
المخرج المسرحي العراقي الفنان مهند هادي، الذي تحدث لـ'الخليج أونلاين'، يؤكد أهمية المسرح في إنتاج الوعي لدى المجتمع، لافتاً إلى أنَّ 'دعم السعودية للمسرح يسهم في بناء جيل واعٍ'.
يستعير هادي في حديثه، مقولة قديمة يتداولها الجميع حول المسرح، تقول: 'أعطني خبزاً ومسرحاً أعطِك شعباً مثقفاً'، مشيراً بذلك إلى أثر المسرح الإيجابي في حياة الشعوب.
هادي أعرب عن إعجابه بـ'الخطوات التي يمشي عليها القائمون على المسرح في الخليج وفي المملكة العربية السعودية'، ويصفها بأنها 'خطوات عظيمة، من أهمها إلغاء دور الرقيب'.
كما وصف الحال الذي عليه المسرح في السعودية بأن 'القائمين على المسرح والعاملين فيه هم الرقابة الحقيقية لما يصنعون، ومن هنا تأتي أهمية المسرح في بناء الوعي الخاص'.
ويوضح هادي أنه حين يكون العاملون في المسرح هم الرقابة 'ينتج لنا وعياً جمعياً معنيّاً بهمومه دون رقيب؛ لأن النظام البوليسي على المسرح هو وضع القيد على الفكر، وبالنتيجة وضع القيد على الإنتاج والجودة اللذين سيظهر بهما هذا الإنتاج، المسرح حر وبحاجة إلى وعي حر لإنتاج جيل حر'.