نوال العطوي ترصد تقنيات الميتاسرد في روايات القصيبي 

أصدرت الباحثة نوال عتيق العطوي، كتابًا جديدًا حمل عنوان 'تقنيات الميتاسرد في روايات غازي القصيبي'، سعت من خلاله إلى تقديم إضاءة حول مفهوم الميتا سرد وتتبع جذوره في الفن الروائي, ومقاربة عوالمه عبر استقراء جملة من النصوص الروائية متمثلة في روايات غازي القصيبي, والبحث عن مدى التفاعل بين العمل الأدبي والقارئ من خلال عناصر الميتا سرد وتقنياته.

وتكمن أهمية الدراسة في هذا الكتاب إنها نزعةً حديثة, وهي أسلوبٌ في السردِ يحتاجُ إلى قرّاءٍ قد تجاوزوا السردَ التقليدي، ممّا يعملُ على إعادة النظر في النصِّ لا بوصفهم قُرّاء فقط، بل بوصفِهم مشاركين باستنتاج المعنى وربما إعادة كتابة النص.

وتضمن الكتاب تمهيدًا وفصلين وخاتمة، حيث خصصت الباحثة التمهيد للسردِ والميتا سرد. تلته بالفصل الأول تحت عنوان: مظاهر الميتا سردية في روايات غازي القصيبي، وجاءَ في ثلاث مجالات:

- الأول: الميتا سرد الدلالة والنشأة

- الثاني : العتبات الميتا سردية

- الثالث: الواقعية السحرية

وحول الميتاسرد الدلالة والنشأة قالت الباحثة : مصطلح الميتاسرد غربيُ النشأةِ، ظهر التنظير النقدي له نهاية الستينيات وبداية السبعينيات ، لكن الإبداع الميتا سردي قد سبق هذا التاريخ ، وقد يقابله الإبداع الميتاسردي في الساحة العربية تحت مسميات عديدة .

في حين أن العتبات الميتاسردية شكلت تلاحمًا مع المتن الروائي ، فجعل القارئ يندمج منذ أول وهلة بداية بالعنوان الميتا سردي ، مرورًا بالتجنيس النوعي وعتبة الغلاف والاستهلال والإهداء ، وصولًا إلى المقالات النقدية في مستوى مابعد النص. كما أضافت العتبات الميتا سردية جمالية على النص، إذ تحفز القارئ على التسلل إلى أغوار النص بحثا عن المعاني المضمرة فيه. .

بالإضافة إلى ذلك فقد برزت ملامح الواقعية السحرية عند القصيبي في ملمحين الأسطوري والعجائبي إذ جعل الرويات ذات بُعدٍ سحري أمتلك فيها قدرة لغوية عالية، جعلته يعبر بلغة خيالية توهم بالواقع .

في حين جاء الفصل الثاني بعنوان : العناصر الميتا سردية في روايات غازي القصيبي، وتضمن ثلاث مجالات، الأول : صوت المؤلف ، والثاني : الراوي ، والثالث : القارئ .

قام صوت المؤلف في رواية غازي القصيبي على صراع الراوي مع المؤلف الذي جعل القارئ يقف على حافّة التقاطع بين الحقيقي والخيالي ، فخلط الوهم بالواقع بأنْ تكون الشخصية الروائية ماثلة أمام المؤلف حقيقة لا خيالًا . بتخطيط المؤلف، ناقلًا انفعالاته وتصوراته الحقيقة بعيدًا عن تصنع الخيال .

أوجد القصيبي نوعين من الرواة ، هما الراوي السينمائي ، والراوي المؤلف. فالراوي السينمائي عنده هو الذي يسجل الواقع وكأنه يحمل بيده كاميرة تساعده على الوصف الدقيق ، فيرى المتلقي عالم الرواية من خلال عدسة الراوي .

في حين يتضح دور القارئ في الميتا سرد بأنه عنصر فعّال مليء بالفجوات والفراغات التي يتركها المؤلف اتجاه القارئ . كما اتضح أيضًا من خلال روايات القصيبي الذي عمد فيها المؤلف إلى تطعيم رواياته بمجموعة من الأحداث الخيالية داخل النص الروائي، وهو ما يحفز دور القارئ في عملية الربط، وإنتاج الدلالة السردية بين أجزاء الرواية .

ثمَّ ذُيلت الباحثة نوال الكتاب بخاتمة اشتملت أبرز النتائج وأهم التوصيات؛ فأما النتائج فمثّلت في أهم سمات الميتا سرد في روايات غازي القصيبي, ولعل أهمها أن روايات غازي القصيبي كُتبت بطريقةٍ سرديةٍ متنوّعة و مُغايرةٍ للروايات التقليدية ومُخترقة السردَ التقليدي، حيثُ تواجدتْ في – النص الروائي- كلُّ التقنيات والعناصر الميتا سردية