اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٤ أيلول ٢٠٢٥
يوسف القبلان
حديث بين أصدقاء عن أحد المشاهير، سأل أحدهم: من يكون هذا الشخص؟ وما سبب الشهرة؟ يرد أحدهم: يقولون.. صانع محتوى!
قال أحدهم: لا أدري لماذا تستفزني هذه العبارة، ما الجديد في الموضوع؟ المحتوى موجود منذ آلاف السنين. وهل المحتوى المطروح يستحق المتابعة والشهرة؟
قال الثاني: نعم، المحتوى موجود منذ القدم، الذي تغير هو وسيلة إيصال المحتوى فقط، المتغير الثاني أن بعضاً من المحتوى الحديث سلك أصحابه طريق التفاهة التي قادت -مع الأسف- إلى الشهرة والمال، حيث وجدوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مساحة مفتوحة يقولون فيها ما يشاؤون.
ثمة متغير آخر وهو سهولة الحصول على الشهرة من خلال تعمد الطرح التافه، وقد يستضاف صاحب المحتوى التافه في حوارات تتيح له أن يتجرأ ويخرج عن النص بطرح قد يتطلب التدخل القانوني. لماذا يفعل ذلك؟
ربما لا تزال نظرية خالف تعرف هي السبب، أو هي الموجة الجديدة الجاذبة للاهتمام، وهي ممارسة التفاهة بحثاً عن المتابعين والمعارضين، وربما بحثاً عن الشتائم كي يستغلها لتحصيل الأموال عن طريق القانون!
يقولون إنه صانع محتوى، من الذي يقول؟ ماذا عن المفكرين والمثقفين والعلماء الذين أثرو المكتبات والجامعات بالكتب والبحوث والإضافات العلمية في مجالات مختلفة ساهمت في تطور المجتمعات والخدمات والرعاية الصحية والإجراءات الإدارية والأنظمة والفعاليات الثقافية؟
عاد السؤال الأول: ما الجديد؟
أجاب الثاني: الجديد كما قلنا هو الوسيلة، الجديد الثاني هو الطابع التجاري وسهولة الوصول إلى المستهدفين، إضافة إلى التطور التقني الذي يساهم في تقديم المحتوى بصورة جاذبة، الوسيلة تطورت، أما المحتوى فتراجع إلى مستوى صناعة التفاهة، الجديد أن هذه التفاهة أصبحت وسيلة للتسويق.
كانت صناعة المحتوى قبل زمن التفاهة تساهم في الإثراء العلمي والاجتماعي والثقافي والتربوي، لم تكن لخدمة العلامات التجارية، لم تكن لغرض الشهرة أو الكسب المالي، لم تكن الشهرة تأتي بسهولة كما يحدث الآن.
صناعة المحتوى، مرة أخرى ما الجديد؟ تنوع المحتوى، الكتاب، المقال، المحتوى المسموع والمرئي، التسويق، الأخبار، الترفيه، كلها كانت موجودة، الجديد هو تقنية الاتصالات الحديثة، الجديد هو دخول عناصر ليست مؤهلة لتقديم محتوى يجذب الجمهور بعيداً عن الطرح السطحي.
الجديد هو أن المحتوى التافه هو الذي يقود إلى الشهرة وما بعد الشهرة.. اللوم يقع على الجمهور!