تخطيط القرى.. حان وقته

التخطيط المسبق هو استشراف للمستقبل القريب والبعيد، وأحد العوامل الرئيسة، التي ترتكز عليها عمليات التطوير والتنمية ، ويعتبر مطلبًا رئيسيًا.

تخطيط القرى مطلب أساسي وحيوي؛ لتحقيق التنمية المستدامة، ورفع مستوى جودة الحياة في المناطق الريفية، وهو يهدف إلى تنظيم استخدام الأراضي، وتوفير البنية التحتية اللازمة، وتحسين الخدمات، وضمان استغلال الموارد المتاحة بشكل فعال، وتحقيق التوازن بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما يساعد على توفير بيئة سكنية ملائمة، وتوفير الخدمات الأساسية؛ مثل مرافق التعليم والصحة والأجهزة الحكومية والمياه والصرف الصحي والكهرباء و الطرق، واستخدام الأراضي بشكل فعال، ومنع التعديات على الأراضي، وتجنب البناء العشوائي، وهو يساهم كذلك في تحقيق التوازن بين المدن والقرى، ومنع الهجرة من الريف إلى المدن.

لا تتوفر لدي إحصاءات رسمية عن عدد القرى والهجر بمملكتنا الحبيبة، لكنني متأكد أن عددها يفوق عدد مدننا بأضعاف مضاعفة، وأكثر هذه القرى والهجر لم تخطط، ولا يملك سكانها صكوكًا شرعية لمنازلهم ومزارعهم رغم أنهم يسكنونها منذ مئات السنين؛ فإنسان الأزمنة السابقة لم يخطر بباله ما سوف يصل إليه إنسان الحاضر من الجشع والتعدي على الأملاك العامة، فقد كانوا يؤمنون أن الله استخلف الإنسان في الأرض، وفطره على عمارتها والمشي في مناكبها والأكل من رزق الله، وحين ينتهي أجله يواصل خلفه نفس المسير.

حان الوقت أن يصدر نظام يُلزم الجهات الحكومية المعنية بالتخطيط بالالتفات لوضع القرى، من خلال تخطيطها وتنظيمها، وتهذيب ماهو قائم ودمجه بالمخطط المعتمد، وتصحيح وضع السكان بتخصيص الأراضي القائمة عليها منازلهم بأسمائهم، واستخراج صكوك لها، وبذلك نكسب الحسنيين؛ نوفر الأمان السكني للأهالي، وأراضي مخططة يستفاد منها عند زيادة النمو السكاني والعمراني لهذه القرى والهجر، وكلنا في خدمة الوطن.