رغم مساهمتها في بناء نهضتها قديمًا.. الجِمال تتعرّض لخطر القتل بالرصاص في أستراليا

تأسيس مزرعة 'سامر لاند كاملز' بولاية كوينزلاند لإنقاذ الإبل من حياة البرية الوحشية

تظهر صورة الجمل الذي يحمل البيانو في أستراليا؛ حيث تم اختراع أوّل بيانو في عام 1907، من قبل صانع القيثارة الإيطاليّ بارتولوميو كريستوفوري، كشاهد على انتقال الحياة بين الأجيال؛ نظرًا لأن الجمل كان المساعد الحقيقي في بناء النهضة في أستراليا قبل اكتشاف القطار البخاري.

وفي منتصف القرن الـ18 قادت عمليات اكتشاف قارة أستراليا إلى استكشاف وتحديد مواقع غنية بالموارد الطبيعية، ولم يكن من سبيل إلى ذلك سوى جلب الجمال التي تتحمّل قساوة الصحراء، وحملت المعدات الثقيلة والبضائع إلى الموانئ، وساعدت في حمل الأدوات لإنجاز البنى التحتية، وتحقيق أهم المشاريع الاقتصادية.

وتعتبر الإبل مساعدَ الإنسان الأول على الأرض في الترحال منذ زمن بعيد؛ حيث لديه القدرة على المشي في الصحراء لعدة ليال متواصلة بخلاف غيره من الحيوانات؛ ولذلك اكتسب أهمية عظمى لدى بعض الدول، وخاصة في بناء مستعمراتها داخل البلدان الأخرى.

وكانت للجمال أهمية كبرى لدى العديد من الدول، وخاصة دولة أستراليا؛ حيث كانت تستوردها من الهند وباكستان بداية القرن الثامن عشر، واستخدموها لنقل البضائع، وظلّت كذلك حتى اختراع القطار البخاري؛ مما جعل السلطات تطلقها في البراري وتكاثرت هناك.

وفي عام 2020م قرّرت السلطات الأسترالية قتل أكثر من 10 آلاف جمل؛ بسبب استهلاكها الكثير من المياه في مناطق الجنوب؛ ما يؤدّي إلى استهلاك المياه بشكل مبالغ فيه، وزيادة الجفاف ورفع معدل التعرض للحرائق؛ لذلك قررت السلطات قتل الجمال باستخدام الطائرات الهليكوبتر.

ومن المعروف أن لحوم الإبل تنخفض فيها نسبة الكوليسترول، وتحمي ألبانها من مرض السكري، وتُعزز المناعة وتقوي الدورة الدموية، لكن ذلك لن يحمي حياتها وجعل جثثها في صحاري أستراليا حتى تتعفن وتتحلل.

وسمحت السلطات الأسترالية للسكان بإطلاق الرصاص على الإبل، وأشارت بعض التقارير إلى أنه يتم قتل ما بين 3600 إلى 4000 جمل سنويًّا؛ لاستخدام لحومها في تصنيع أعلاف الحيوانات، كما يتم تصدير 400 جمل حي سنويًّا، وقتل ألف جمل آخر لأغراض الاستهلاك البشري.

وفي تجربة للحفاظ عليها واستئناسها، تم تأسيس مزرعة 'سامر لاند كاملز' بولاية كوينزلاند، لإنقاذ الإبل من حياة البرية الوحشية والقتل بابتكار استخدام منتجاتها، وتمثّل ذلك في الترويج لتناول الجبن والآيس كريم المصنوعين من حليب الإبل، أو مشروب القهوة بحليب الإبل، ويطلق عليه اسم: الكاملتشينو، بمقهى المزرعة.

ولم يُكتَفَ بعمل مشروبات وأطعمة مختلفة من ألبان الإبل؛ حيث إن مزرعة 'سمر لاند كاملز' قد صنعت كريمات لليدين وغسولًا للجسم، من ألبان الجمال، ويمكن للمستهلكين شراء المنتجات عبر الإنترنت في بعض الدول الآسيوية.