اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
تعيش المملكة العربية السعودية طفرة غير مسبوقة في قطاع السياحة خلال عام 2025، مدفوعة بإصلاحات شاملة ضمن رؤية 'السعودية 2030″، وتيسيرات كبيرة في إجراءات التأشيرات، ما ساهم في تدفق ملايين الزوّار من مختلف أنحاء العالم.
وكشفت وزارة السياحة عن إنفاق السياح الدوليين نحو 13.2 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري، بزيادة قدرها 10% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، في مؤشر واضح على النمو المتسارع للقطاع.
الأرقام الجديدة أظهرت أن عدد الزوار الأجانب تضاعف بأكثر من 102% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة في 2019، وهو معدل يتجاوز بكثير متوسط النمو العالمي الذي لم يتعدّ 3%، ما يضع المملكة في موقع ريادي في مسار التعافي العالمي لقطاع السياحة.
بنية تحتية متطورة وخطط طموحة
ويُعزى هذا النمو المتسارع إلى جملة من العوامل، أبرزها تطوير البنية التحتية، وتوسيع شبكة الخطوط الجوية، وإجراءات التأشيرات الإلكترونية، الأمر الذي جعل السفر إلى المملكة أكثر سهولة وسلاسة من أي وقت مضى.
وتسير هذه التطورات جنبًا إلى جنب مع أهداف رؤية 2030، التي تسعى إلى تقليص الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل، حيث تستهدف المملكة استقبال 150 مليون زيارة سنوية بحلول نهاية العقد.
وفي هذا السياق، تتسارع وتيرة المشاريع الكبرى مثل 'نيوم' و'البحر الأحمر' و'العُلا'، والتي تمثل واجهات سياحية متنوعة تجمع بين الحداثة والطبيعة الخلابة والتاريخ العريق، ما يمنح المملكة جاذبية تتجاوز السياحة الدينية.
كما تشهد المناسبات الثقافية مثل مهرجان 'الجنادرية' والاحتفال باليوم الوطني إقبالًا متزايدًا من الزوار الراغبين في التعرف على الثقافة السعودية، إلى جانب استضافة بطولات رياضية عالمية مثل سباقات السيارات والغولف، ما يعزز مكانة المملكة كوجهة سياحية على مدار العام.
مشاريع ترفيهية كبرى وسياحة دينية متجددة
ولا تقتصر جهود المملكة على الترفيه الثقافي والرياضي، بل تمتد إلى مشاريع ترفيهية عملاقة مثل 'مدينة القدية'، التي تطمح لتكون 'أورلاندو الشرق الأوسط' من خلال مدن ألعاب ضخمة ومرافق سياحية حديثة.
ورغم هذا التنوع، تظل السياحة الدينية ركيزة أساسية في المشهد السياحي، حيث يواصل ملايين المسلمين أداء مناسك الحج والعمرة سنويًا، مدعومين بتحسينات لوجستية متقدمة في النقل والإقامة والخدمات.
أثر اقتصادي واسع.. وصورة جديدة للمملكة
هذه الطفرة لا تنعكس فقط في قطاع السياحة، بل تمتد إلى قطاعات أخرى مثل الطيران، والإنشاءات، والضيافة، والتجزئة، حيث تتسابق شركات الطيران في افتتاح مسارات جديدة، وتزدهر الفنادق الفاخرة، فيما تحظى الشركات الصغيرة والمحلية بنصيب متزايد من العائدات.
ويقول مسؤولون حكوميون إن هذه التحولات تؤكد أن رؤية 2030 لا تعيد تشكيل الاقتصاد فحسب، بل تُعيد أيضًا صياغة صورة المملكة عالميًا، خاصة مع انخراط جيل شاب متصل رقميًا في تعزيز التبادل الثقافي والتفاعل مع الزوار الأجانب.
وتبدو الآفاق المستقبلية واعدة، خصوصًا مع استعداد المملكة لاستضافة فعاليات كبرى مثل دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، واستمرار ضخ الاستثمارات في البنية التحتية السياحية، ما يكرّس مكانتها كقوة سياحية صاعدة على الخريطة العالمية.