اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
تجسد جمعية 'إنسان' لرعاية الأيتام إحدى المبادرات الخيرية الرائدة في السعودية، حيث تستلهم رؤيتها من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي أولت عناية خاصة باليتيم، وحثّت على رعايته وتوفير احتياجاته.
ففي القرآن الكريم، يقول الله تعالى: 'فأما اليتيم فلا تقهر'، وهي دعوة صريحة لعدم ظلم اليتيم أو تجاهله، بل لرعايته بعطف ورحمة. كما جاء في آية أخرى: 'ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً'. وفي السنة النبوية، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: 'أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين'، مشيرًا بأصبعيه السبابة والوسطى، ما يعكس المكانة العظيمة التي يحظى بها كافل اليتيم في الإسلام.
من هذا المنطلق الإنساني والديني، انطلقت فكرة تأسيس جمعية 'إنسان'، حيث طُرحت المبادرة على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض، فرحب بها لما تحمله من أبعاد إنسانية نبيلة. وبعد إعداد النظام الأساسي للجمعية، رُفع إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي بدورها قدمته للمقام السامي، لتصدر الموافقة على تأسيس الجمعية رسميًا باسم 'جمعية إنسان الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض'، برئاسة أمير منطقة الرياض، ووفقًا للأنظمة المعمول بها في المملكة.
تسعى الجمعية إلى بناء جيل من الأيتام قادر على الاعتماد على النفس والمساهمة الفعالة في المجتمع، من خلال منظومة دعم متكاملة تشمل الرعاية الصحية، والتعليم، والدعم النفسي والاجتماعي، وبرامج التأهيل المهني، وقد أثمرت هذه الجهود عن تمكين العديد من الأيتام من الوصول إلى مناصب مهنية مرموقة كالهندسة والطب والتعليم الجامعي.
تركز 'إنسان' على تقديم رعاية شاملة للأيتام وأمهاتهم في منطقة الرياض، من خلال برامج تنموية تهدف إلى تحسين جودة حياتهم وتعزيز قدراتهم لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي. كما تعمل الجمعية على مد جسور التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، لتوسيع مظلة خدماتها وتحقيق التكافل الاجتماعي.
وتضع الجمعية كرامة اليتيم وأسرته في صميم أولوياتها، حيث تحرص على تقديم الدعم بطريقة تحفظ لهم إنسانيتهم، وتلتزم بأعلى معايير الشفافية والنزاهة في جميع أنشطتها، بما يعزز الثقة بينها وبين المجتمع، ويضمن وضوح الأداء أمام جميع الشركاء والداعمين.
وتلتزم 'إنسان' بالعدالة في توزيع المساعدات والخدمات، دون تمييز بين المستفيدين، وتعمل باستمرار على تطوير برامجها وفقًا لأعلى معايير الجودة لضمان تحقيق الأثر المستدام.
وفي جانب التمكين، تنفذ الجمعية برامج متخصصة لتأهيل الأيتام للدخول في سوق العمل، وتدعم الأمهات الأرامل لتوفير بيئة أسرية مستقرة. كما تنظم فعاليات وأنشطة مجتمعية تهدف إلى دمج الأيتام وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، مع تشجيع المشاركة المجتمعية من خلال الحملات التطوعية والتوعوية.
الشراكات المجتمعية تُعد ركيزة أساسية في نجاح 'إنسان'، إذ تعمل الجمعية على بناء علاقات تعاون مع مختلف الجهات لتعزيز مواردها وتوسيع نطاق خدماتها والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين.
وفي الختام، تواصل جمعية 'إنسان' دورها الريادي في خدمة الأيتام برؤية إنسانية عميقة، تستمد قوتها من القيم الإسلامية، وتركز على تمكين الأفراد لبناء مستقبل أكثر عدالة وتماسكًا، وهي بذلك تمثل أحد أبرز النماذج الوطنية في العمل الخيري المؤسسي الذي يحقق الأثر الفعلي في حياة الأفراد والمجتمع.