اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الوطن
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
يشهد سكان نصف الكرة الجنوبي اليوم ظاهرة فلكية نادرة، تتمثل في كسوف شمسي جزئي استثنائي يُعرف بـ«كسوف الاعتدال». وسيكون هذا المشهد مرئيًا فقط في مناطق محدودة من العالم، أبرزها جنوب قارة أستراليا، وأجزاء من المحيط الهادئ، بالإضافة إلى القارة القطبية الجنوبية.
ويُسجل هذا الحدث كونه الكسوف الثاني والأخير لعام 2025، مع بلوغ الحد الأقصى له بـ80 % في المحيط الجنوبي بين نيوزيلندا والقارة القطبية الجنوبية، بينما لن يكون مرئيًا في أي من الدول العربية.
ووفقًا لما أوضحه الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، فإن الكسوف سيصل إلى ذروته عندما يغطي قرص القمر نحو 85.5 % من قرص الشمس، على أن يستمر الحدث لمدة تقارب أربع ساعات وأربعًا وعشرين دقيقة من بدايته حتى نهايته. googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1705566205785-0); });
وبيّن تادرس أن هذا الكسوف يأتي بعد أسبوعين فقط من الخسوف الكلي للقمر، وهو ما يعكس الترابط الوثيق بين الظاهرتين الفلكيتين، فكسوف الشمس لا يحدث إلا عندما يكون القمر في طور المحاق، أي بين الشمس والأرض، بينما يقع خسوف القمر عند اكتماله بدرًا، عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر.
تُعد ظواهر الكسوف والخسوف من أبرز الأدوات التي اعتمد عليها الفلكيون قديمًا وحديثًا لتحديد بدايات ونهايات الأشهر القمرية، إذ إنها تعكس بدقة حركة القمر حول الأرض، وحركة الأرض حول الشمس. كما أشار تادرس إلى «دورة ساروس»، وهي دورة فلكية معروفة منذ العصور القديمة لدى البابليين والمصريين والكلدانيين، تمتد نحو 18 عامًا و11 يومًا و8 ساعات، ويعود بعدها الكسوف والخسوف بنمط شبه متكرر نتيجة عودة الأجرام السماوية إلى مواضعها النسبية نفسها تقريبًا.
وأوضح أن كسوف الشمس لا يتكرر كل شهر على الرغم من دوران القمر المستمر حول الأرض، وذلك بسبب ميلان مداره بنحو خمس درجات عن مدار الأرض حول الشمس. ويحدث الكسوف فقط عندما يكون القمر قريبًا من إحدى العقدتين الصاعدة أو الهابطة، أي نقاط تقاطع المستويين المداريين.