اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد الكاتب الإعلامي محمد بن عبدالعزيز الصفيان أن المنصات امتلأت لسنوات طويلة بمقاطع ما تدخل العقل ، فالجمهور كان يتابع من باب الفضول لا من باب الإعجاب ومع مرور الوقت صارت الساحة مثل السيرك المفتوح بلا تذاكر.
وقال الصفيان في مقالة نشرتها جريدة اليوم: جاء التنظيم الجديد من هيئة الإعلام مثل المطرقة التي سقطت على الطاولة بقوة ليقول كفى العبث توقف عند هذا الحد لا مجال بعد اليوم للضحكات المزيفة ولا للاستعراض الرخيص. قائمة المحظورات واضحة مثل الكتاب المفتوح تنمر مرفوض، استغلال أطفال مرفوض، كشف خصوصيات مرفوض، ألفاظ سوقية مرفوضة، ولم يعد هناك مجال لإبراز أجساد ولا لعب على عقول الناس. من يريد البقاء فليقدم محتوى يحترم المشاهد قبل أن يحترم نفسه.
وأضاف المضحك أن أغلب صناع المحتوى صاروا مثل النسخ المتكررة، إذا فتح واحد منهم كيس شيبس أمام الكاميرا ظهر البقية في اليوم التالي يفتحون نفس الكيس، وإذا لبس أحدهم نظارة ملونة ظهر البقية بنظارات أكبر وألوان أفجع. وحتى في المطاعم صاروا يتسابقون على تصوير طبق رز أو قطعة بيتزا كأنها فتح تاريخي، بينما الحقيقة أن الجمهور يعرف أن هذه المشاهد مجرد تمثيل سخيف لا يقدم ولا يؤخر.
الإعلام ليس لعبة بعدد المتابعين، ولا بضحكة مصطنعة الإعلام قيمة ورسالة ومسؤولية ومن يظن أن المؤثر يصنعه الرقص أو الصراخ أو المقلب الرخيص فقد وقع في الفخ المؤثر الحقيقي هو من يضيف شيئا يبقى في عقول الناس ويترك أثرا حسنا.. لا من يبيع ضحكة وينسى بعد دقيقة ولهذا صار واضحاً اليوم أن الفارغين مصيرهم واحد من التفاهة إلى سلة المهملات.
وأختتم تنظيم هيئة الإعلام خطوة مميزة يشكرون عليها.. وضعت خطا فاصلاً بين الماضي والواقع الجديد. لم يعد هناك مكان للعبث ولم يعد هناك جمهور يقبل بالمقاطع الفارغة الجمهور يريد محتوى يحترم وقته ويحترم عقله ويحترم ذوقه ومن يظن أن شهرته مبنية على رقصة أو مقلب أو تصوير قهوة في كافيه فليبحث له عن مهنة أخرى.. فالساحة لم تعد ملعباً للهرج والمرج.
شكراً لهيئة تنظيم الإعلام التي قالت للتفاهة انتهى وقتكم وشكرا للجمهور الذي يعرف قيمة الكلمة والصورة ويدرك أن الضحك بلا معنى لا يستحق دقيقة من وقته، وبهذا يطوى عصر التفاهة ويرمى إلى مكانه الطبيعي إلى سلة المهملات.