"الحزيم": الإيمان بانعدام الخير في الدنيا خروج عن الفطرة التي ذكرها الله

أكد أن أوجه الخير متنوعة

أكد الأمين العام لمؤسسة الأميرة العنود الخيرية، الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم، أن طبيعة الإنسان الأصيلة هي الخير، مشيرًا إلى أن الجدل الفلسفي الذي دار حول هذه القضية منذ قرون، سواء عند فلاسفة المسلمين مثل ابن رشد وابن الطفيل، أو مفكري العقد الاجتماعي مثل جان جاك روسو وتوماس هوبز، قد أغفل حقيقة أن الإنسان مفطور على الخير.

وأوضح الدكتور الحزيم أن الإيمان بانعدام الخير في الدنيا خروج عن الفطرة التي ذكرها الله في قوله: {فطرة الله التي فطر الناس عليها}، وهي فطرة تقوم على العطف والتراحم والتكاتف والعطاء.

وأضاف بأن مشاهد الحنان والعطف التي نشاهدها حتى بين الحيوانات في مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تؤكد أن الرحمة والخير جزء من منظومة الحياة، فكيف بالإنسان الذي يمتلك العقل والإرادة والقلب المفعم بالمحبة؟

وأشار الحزيم إلى أن أوجه الخير متنوعة؛ فهناك من يجود بماله، ومن يمنح النصيحة، ومن يقف مع الآخرين في الشدائد، ومن يسهم في صلة الرحم، ومن يواسي المكلومين ويخفف عنهم، ومن يدل على الخير بكلمة أو توجيه.

وأكد أن هذا التنوع في مظاهر الخير يعكس قيم البر، الذي وصفه شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه 'جماع الخير كله'، مشيرًا إلى أنه حتى أبسط صور الخير، كالتبسم في وجه الآخرين، يُعدُّ صدقة تحيي القلوب، وتعزز روح التكافل في المجتمع.

واختتم حديثه بالتشديد على أن الخير ليس مجرد سلوك، بل هو معنى متجذر في كيان الإنسان، وأن من فقد بوصلة الخير يمكنه أن يستعيدها بالإيمان بأن الدنيا مليئة بالعطاء، وأن الحياة في جوهرها هي الخير، والخير هو الحياة.