طوابير سياحية

يوسف القبلان

تسافر من الرياض إلى مدينة أوروبية من المدن السياحية الجاذبة، الرحلة تستغرق خمس ساعات، بعد عناء الرحلة ستقضي أكثر من ثلاث ساعات في إجراءات المطار، طابور الجوازات، طابور انتظار سيارة الأجرة، طابور المطاعم. مدينة تتوفر فيها مقومات السياحة التي تجذب الملايين يوميا. التاريخ والطبيعة الخضراء والأنهار لا تتأثر بالأرصفة المتكسرة والأسفلت الذي يطلب النجدة لكنها تذكرك بالبنية التحتية الحديثة في بلدك، مدينة مزدحمة بالمعالم السياحية يستقبلك فيها طابور الانتظار الطويل، اختبار للصبر يتبعه تقييم لأهمية المعلم السياحي مقارنة بمدة الانتظار، تتساءل أمام بعض المعالم السياحية.. هل هذا المعلم يستحق الانتظار أم هي نظرية القطيع، من الطوابير غير المزعجة انتظار الحافلة السياحية التي تأخذ السياح في جولة شاملة على أرجاء المدينة وتسمح لهم بالنزول في أي مكان واستخدام الحافلة التالية حسب جدول ثابت وبتذكرة واحدة طوال اليوم.

بلد تاريخي يحافظ على القديم، يحافظ على زحمة المطار وطابور الانتظار رغم الحلول المتوفرة المجربة في مطارات أخرى، يحتفظ بالمباني القديمة حتى الأرصفة المتكسرة يتركها كما هي، تتوفر عوامل الجذب السياحي التي لا تتأثر بالتعامل غير الودي من بعض الأفراد مثل بعض سائقي سيارات الأجرة، إذا كنت ممن يهتمون بتبادل الحديث مع سائق التاكسي فعليك ألا تتسرع، اختبر السائق بسؤال بسيط كتمهيد لتبادل الحديث، ستكون طريقة إجابة السائق ضوءاً أخضر أو أحمر.

الأنظمة والإجراءات في الدول السياحية لا أحد يخالفها، الاستثناءات والمجاملات غير واردة، لن يغضب السائح ولن يتهم الدولة بأنها ضد بلده، لن يحول الموضوع إلى قضية عنصرية أو سياسية، سيمتدح النظام!، هذا السائح قد يتناقض مع نفسه حين يواجه النظام والإجراءات في بلد آخر!

بعض السائحين في الدول التي اكتسبت شهرة سياحية يسافر تحت تأثير الهالة فيعجبه كل شيء ولا يتأثر بأي جوانب غير إيجابية، يسجل الإعجاب قبل أن يسافر استنادا على الصورة الذهنية القديمة.