اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
كشفت دراسة نفسية حديثة أُجريت في اليابان عن التأثيرات العميقة والدائمة لسوء معاملة الأطفال، سواء كانت بدنية أو نفسية، على صحتهم النفسية والعضوية لاحقًا في الحياة. ونُشرت نتائج الدراسة، التي أجراها فريق بحثي من 'كلية الدراسات المتحدة لتنمية الطفل'، في مجلة Frontiers in Child and Adolescent Psychiatry في مايو الماضي.
وتعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تتابع تطور الآثار النفسية لسوء المعاملة خلال مراحل الطفولة نفسها، بدلًا من الاعتماد على شهادات البالغين الذين يسترجعون ذكريات طفولتهم.
استخدم الباحثون طريقة تقييم سلوكي غير مباشر للأطفال، من خلال استبيان يُجيب عليه الآباء ومقدمو الرعاية بدلًا من الأطفال أنفسهم، شمل الاستبيان ثمانية مؤشرات نفسية وسلوكية، منها: القلق، الانطواء، مشاكل التفكير، السلوك العدواني، وضعف الانتباه.
وقارن الباحثون بين نتائج 32 طفلًا لديهم تاريخ موثق من سوء المعاملة و29 طفلًا آخرين لم يتعرضوا لأي عنف. وتبين أن المجموعة الأولى سجلت درجات أعلى بكثير في معظم المؤشرات النفسية، خصوصًا في القلق، الاكتئاب، والأفكار القهرية، بدقة تشخيصية فاقت 90%.
أظهرت النتائج أن توقيت ونوع الإساءة يلعبان دورًا مهمًا في نوع الأثر النفسي، فمثلًا، الإهمال العاطفي في سن الخامسة ارتبط بصعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية، بسبب تأثيره على تطور اللغة والمهارات الاجتماعية.
بينما ارتبط التعرض للضرب أو الاعتداء الجنسي في عمر ما بين الخامسة والسابعة بزيادة في الشكاوى الجسدية التي لا تستجيب للعلاج العضوي مثل آلام المعدة والصداع، وهو ما قد يعود لتأثر مناطق معينة من الدماغ.
كما ارتبط العنف الجسدي والجنسي بالمشاكل السلوكية والأعراض النفسية الجسدية، في حين كانت الإساءة العاطفية أكثر ارتباطًا بالقلق والاكتئاب.
وأوصت الدراسة بضرورة تطبيق أدوات تقييم نفسي شبيهة على نطاق واسع، خاصة في المدارس والنوادي، للمساعدة في الكشف عن الأطفال المعرضين للإساءة دون تعريضهم لتجارب مؤلمة جديدة، خاصة في البيئات التي يصعب فيها على الأطفال الإفصاح عن معاناتهم.
وفي ختام الدراسة، شدد الباحثون على أهمية تقديم دعم نفسي مستمر ومخصص لكل حالة، للمساعدة في تعافي الأطفال ووقايتهم من امتداد آثار الاعتداء إلى مراحل لاحقة من حياتهم.