اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٥ أيلول ٢٠٢٥
الرياض - الخليج أونلاين
تشمل المستوطنة المعمارية المكتشفة، وحدات معمارية شبه دائرية تضم مبانٍ سكنية ومخازن وممرات ومواقد نار ورؤوس سهام وسكاكسن ومطاحن وغيرها.
أعلن وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث السعودية، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اليوم الخميس، عن اكتشاف أقدم مستوطنة معمارية في الجزيرة العربية، يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث.
وجاء هذا الاكتشاف، ضمن أعمال التنقيب الأثري التي تنفذها الهيئة السعودية، بالشراكة مع جامعة 'كانازاوا' اليابانية، وكذا بالتعاون مع 'نيوم' في موقع 'مصيون' شمال غرب مدينة تبوك.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية 'واس'، فإن تاريخ المستوطنة، يعود إلى العصر الحجري الحديث، ما قبل الفخار، وتحديداً خلال الفترة بين 10300 و 11000 سنة، من الوقت الحاضر.
وسبق أن تم إدراج موقع 'مصيون' ضمن سجل الآثار الوطني منذ عام 1978م، إلا أن الدراسات الميدانية الحديثة، التي انطلقت في ديسمبر 2022، أعادت الكشف عن أهميته التاريخية بوصفه أقدم نموذج معروف للاستقرار البشري في الجزيرة العربية، وفق وكالة 'واس' الحكومية.
كما أشارت الوكالة إلى أن هيئة التراث، نفذت عبر فريقها العلمي المشترك مع الجامعة اليابانية، أربعة مواسم ميدانية مكثفة حتى مايو 2024، شملت أعمال تنقيب منظمة باستخدام منهجية علمية دقيقة، تضمنت توثيق الطبقات الأثرية، وفرز وتصنيف المعثورات، وتحليل العينات العضوية لتحديد العمر الزمني بشكل مطلق.
وأدت أعمال التنقيب عن اكتشاف وحدات معمارية شبه دائرية، مشيدة بأحجار جرانيتية محلية تضم مبانٍ سكنية، ومخازن، وممرات، ومواقد نار عكست تخطيطاً وظيفياً متقدماً يتناسب مع طبيعة العيش القائم على الصيد وزراعة الحبوب في تلك الفترة.
كما تم العثور على 'مجموعة كبيرة من الأدوات الحجرية تشمل رؤوس سهام، وسكاكين، ومطاحن يرجّح أنها استخدمت في درس الحبوب، إلى جانب أدوات زينة مصنوعة من أحجار الأمازونيت، والكوارترز، والأصداف، ومواد خام تدل على نشاط إنتاجي داخل المستوطنة'.
وتم اكتشاف 'بقايا نادرة لهياكل بشرية وحيوانية، وقطع حجرية مزخرفة بخطوط هندسية'، ما يشير إلى دلالات رمزية، ويمنح الباحثين بعداً أعمق لفهم نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المنطقة خلال العصر الحجري الحديث المبكر، بحسب وكالة 'واس'.
وقالت هيئة التراث، إن هذا الاكتشاف يمثل منعطفاً علمياً مهماً، في فهم بدايات الاستيطان البشري المستقر في شمال غرب السعودية، ويعزز فرضية أنها منطقة شكلت امتداداً طبيعياً لمنطقة 'الهلال الخصيب'، وموطناً مبكراً لتحولات الإنسان من الترحال إلى الاستقرار.
وخلال الأعوام القليلة الماضية أعلنت السعودية مئات المواقع الأثرية في مناطق عدة في المملكة، في إطار استراتيجية هيئة التراث لتوثيق المواقع الأثرية في المملكة، بالتنسيق والتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الدولية المتخصصة في علم الآثار.