ضعف القلب في منتصف العمر قد يكون إنذارًا مبكرًا للخرف

كشفت دراسة بريطانية حديثة أن ضعف عضلة القلب في منتصف العمر قد يشكّل إنذارًا مبكرًا للإصابة بالخرف في الشيخوخة، مشيرةً إلى أن مؤشرات التلف القلبي قد تسبق ظهور أعراض الخرف بعقود.

وأجرى باحثون من جامعة كوليدج لندن 'UCL' تحليلًا لبيانات نحو 6000 موظف في الخدمة المدنية البريطانية، تراوحت أعمارهم بين 45 و69 عامًا، ولم يكن أي منهم مصابًا بالخرف أو أمراض القلب عند بدء الدراسة في عام 1985.

وجرى قياس مستويات بروتين 'تروبونين' (Troponin) في الدم، وهو مؤشر على تلف عضلة القلب يُستخدم عادة في تشخيص النوبات القلبية.

وخلال متابعة استمرت 25 عامًا، خضع المشاركون لاختبارات متكررة للذاكرة والقدرات الإدراكية، أُصيب خلالها نحو 700 شخص بالخرف.

وأظهرت نتائج الدراسة في مجلة 'European Heart Journal' أن من كانت لديهم مستويات مرتفعة من 'تروبونين' في منتصف العمر كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تفوق الثلث، وأن بوادر هذا الخطر قد تبدأ بالظهور قبل 7 إلى 25 عامًا من التشخيص.

كما كشفت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن المشاركين ذوي المستويات المرتفعة من 'تروبونين' امتلكوا حصينًا أصغر حجمًا بعد نحو 15 عامًا، وهي منطقة أساسية في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة.

وقال البروفيسور برايان ويليامز، كبير العلماء في مؤسسة القلب البريطانية، إن النتائج تبرز الترابط الوثيق بين صحة القلب والدماغ، محذرًا من أن منتصف العمر يمثل مرحلة حاسمة يمكن أن يحدد فيها أسلوب الحياة مدى خطر التدهور الإدراكي لاحقًا.

وأكد أن اتباع نمط حياة صحي – يشمل ضبط ضغط الدم والكوليسترول، وممارسة الرياضة، والحفاظ على وزن مناسب، والابتعاد عن التدخين – من شأنه أن يقلل خطر الإصابة بكلٍّ من أمراض القلب والخرف.

وأشار البروفيسور إريك برونر، المشارك في إعداد الدراسة، إلى أن قياس مستويات 'تروبونين' قد يشكّل وسيلة فعالة لتقييم خطر الخرف مبكرًا، مؤكدًا أن السيطرة على عوامل الخطر القلبية في منتصف العمر يمكن أن تبطئ أو تمنع تطور المرضين معًا.