اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢٥
متابعة- طلحة الأنصاري
تعتبر منشأة فوردو النووية، التي تعرضت مؤخرًا لضربة أمريكية بالتوازي مع منشأتي نطنز وأصفهان، من أهم المواقع في البنية التحتية النووية الإيرانية، فهذه المنشأة الواقعة في عمق جبل صخري، تمثل أحد المفاصل الرئيسة في برنامج تخصيب اليورانيوم، وقد خضعت لمتابعة دولية دقيقة منذ الإعلان عنها لأول مرة قبل أكثر من 15 عامًا.
بدأ العمل في فوردو بسرية تامة، دون أن تُدرج ضمن المواقع المعلنة في البرنامج النووي الإيراني، واستمر هذا الغموض حتى عام 2009، حين توصلت أجهزة استخبارات غربية، وفي مقدمتها الأمريكية والبريطانية، إلى معلومات أفادت بوجود منشأة نووية غير مصرح بها بالقرب من مدينة قم، وهو ما دفع طهران لاحقًا إلى الإقرار بوجود الموقع، مؤكدة أنه جزء من برنامجها السلمي.
تمتاز منشأة فوردو بطبيعة هندسية فريدة، إذ بُنيت على عمق يزيد عن 100 متر داخل جبل صخري، مما يجعلها محصنة ضد معظم أنواع الهجمات الجوية التقليدية، وقد دفعت هذه التحصينات المعقدة خبراء عسكريين إلى اعتبار أن الطائرات الإسرائيلية لا تملك القدرة على تدمير المنشأة، وأن قصفها يتطلب تدخلاً من طائرات أمريكية متقدمة مثل 'بي-2'، القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات من نوع 'جي بي يو-57'، التي يزيد وزنها عن 13 طناً.
وفي ظل التصعيد العسكري الأخير، نفّذت الولايات المتحدة ضربات استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، كان من بينها موقع فوردو، وذلك استجابةً لطلب إسرائيلي مباشر نظراً لطبيعة الموقع الفريدة، وقد رحبت إسرائيل بهذه الخطوة، التي وُصفت بأنها استهداف لنواة القدرات النووية الإيرانية.
عقب الضربة، أعلنت إيران أن الأضرار التي لحقت بمنشأة فوردو اقتصرت على البنية السطحية، مؤكدة أن الجزء المحصّن من الموقع لم يتأثر بشكل كبير، وأن عمليات الصيانة بدأت لإعادة الموقع إلى جاهزيته.