اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كوليدج لندن (UCL) أن اختيار نوع التمارين الرياضية بما يتوافق مع السمات الشخصية للفرد يمكن أن يعزز من استمتاعه بالنشاط البدني، ويزيد من فعاليته في تحسين اللياقة البدنية وتقليل التوتر.
الدراسة، التي نُشرت في دورية Frontiers in Psychology، تناولت العلاقة بين 'السمات الخمس الكبرى للشخصية' — وهي الانبساط، العصابية، الضمير الحي، التقبل، والانفتاح على التجارب — وبين التجربة الرياضية والنتائج البدنية لدى المشاركين. وقد شارك في البحث 132 شخصًا، أكمل منهم 86 البرنامج الكامل الذي امتد لثمانية أسابيع، وشمل تدريبات للدراجة الهوائية في المنزل وجلسات تقوية عضلية، مع مراقبة دائمة للمؤشرات الصحية باستخدام تطبيقات الهواتف وساعات قياس النبض.
وأظهرت النتائج أن:
الاجتماعيون (Extraverts) استمتعوا بالتمارين عالية الكثافة مثل 'التمارين المتقطعة عالية الشدة' (HIIT)، وحققوا أداءً أعلى في التحمل القلبي والعضلي.
المنضبطون (Conscientious) مارسوا التمارين بانتظام، سجلوا انخفاضًا في نسبة الدهون، وتحسّنًا ملحوظًا في القوة البدنية.
متقلبو المزاج (Neurotic) أبدوا تراجعًا في تعافي القلب بعد التمارين، وتجنبوا الجلسات التي تتطلب مراقبة أو جهدًا متواصلًا، لكنهم أظهروا أكبر انخفاض في مستويات التوتر بعد ممارسة الرياضة.
المتقبلون (Agreeable) فضلوا التمارين الهادئة والبسيطة، كجولات الدراجة الطويلة والبطيئة.
أما المنفتحون على التجارب (Openness)، فكانت مفاجأة الدراسة أنهم استمتعوا بدرجة أقل بالتمارين المكثفة، وهو ما لم يتوقعه الباحثون.
وقالت الباحثة الرئيسية فلامينيا رونكا، من معهد UCL للرياضة والصحة: 'كل دماغ مهيأ للتفاعل بطريقة مختلفة مع العالم من حوله، لذا فإن من الطبيعي أن تؤثر الشخصية على كيفية استجابتنا للتمارين البدنية'.
وعلى الرغم من أن التحسن في اللياقة كان ملحوظًا لدى جميع المشاركين، فإن الدراسة أكدت أن الشخصية هي العامل الحاسم في الاستمتاع بالتمارين والمواظبة عليها، ما يبرز أهمية تصميم برامج رياضية مخصصة نفسيًا لتحفيز الأفراد على الالتزام ومواجهة الخمول.
وحذر الباحثون من أن العينة المشاركة كانت تميل للاستقرار العاطفي والوعي الصحي، ما قد يحد من تعميم النتائج، كما لم يتم قياس الدوافع النفسية للمشاركة أو السمات الدقيقة مثل 'الإصرار' أو 'حساسية القلق'.
لكن رغم هذه القيود، تدعم الدراسة توجهًا جديدًا في علم النفس الرياضي، يدعو إلى 'تفصيل التمارين حسب نفسية الفرد'، ليس فقط لتحقيق نتائج بدنية أفضل، بل أيضًا لتعزيز الصحة النفسية وتحفيز الأشخاص غير النشطين على ممارسة الرياضة.
واختتم الباحث بول بورغس من معهد UCL لعلوم الأعصاب بالقول: 'حين يستمتع الشخص بالنشاط البدني، يصبح جزءًا من نمط حياته، لا مجرد مهمة ثقيلة. أجسادنا ترسل إشارات واضحة، ولكن كثيرين لا ينصتون إليها'.