اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٥ تموز ٢٠٢٥
كشف باحثون من المعهد الهولندي لعلوم الأعصاب وجامعة أمستردام الطبية عن مؤشرات عصبية دقيقة ترتبط بشكل مباشر باضطراب الوسواس القهري، ما يمهد الطريق لعلاجات جديدة لا تُفعَّل إلا عند ظهور الأعراض، ونُشرت نتائج الدراسة في دورية الصحة النفسية الطبيعية.
ويُعد الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية المزمنة التي تتسبب في تكرار أفكار مزعجة – تُعرف بالهواجس – تتبعها سلوكيات قهرية يصعب مقاومتها، كغسل اليدين المفرط أو الفحص المتكرر، ورغم وعي المريض بعدم منطقية هذه التصرفات، فإنه غالبًا ما يكون عاجزًا عن كبحها.
وأرجعت الدراسة أسباب الاضطراب إلى خلل في التفاعل بين ثلاث مناطق رئيسية في الدماغ: القشرة المخية، والمخطّط، والمهاد، التي تُشكل ما يُعرف بـ'دائرة التنسيق السلوكي والحركي'.
في الحالات الشديدة، يُستخدم التحفيز العميق للدماغ عبر زرع أقطاب كهربائية. ورغم فعاليته، فإن نحو 30% من المرضى لا يستجيبون بشكل كافٍ، وفي هذه الدراسة، سجّل الباحثون النشاط الدماغي لحظة بلحظة باستخدام الأقطاب المزروعة بالفعل، لكن دون تفعيلها.
طُلب من المرضى استدعاء الهواجس عمدًا، مثل لمس سطح متّسخ، مع منعهم من ممارسة ردّ الفعل القهري كغسل الأيدي، ما أتاح تسجيلًا دقيقًا للنشاط العصبي وقت ظهور السلوك القهري.
النتائج كشفت عن ارتفاع واضح في موجات 'ألفا' و'دلتا' خلال لحظات الهوس القهري، في ارتباط نادر ومباشر بين الأعراض النفسية والنشاط العصبي. هذا الإنجاز قد يُحدث نقلة في تصميم أنظمة تحفيز دماغي ذكية لا تعمل بشكل دائم، بل تتفاعل تلقائيًا فقط عند ظهور مؤشرات الوسواس، مما يزيد من فعالية العلاج ويقلّل آثاره الجانبية.
ويؤكد الفريق البحثي أن هذه الخطوة تُمثل تقدمًا حاسمًا نحو فهم أعمق للوسواس القهري، وتفتح الباب لعلاجات شخصية تستجيب لطبيعة كل حالة بدقة غير مسبوقة.