اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
الرياض - محمد الحيدر
بخطى واثقة نحو التمكين.. “إشراق” تطلق مشروع المسح الوطني لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) في المملكة العربية السعودية.
وتواصل الجمعية السعودية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه “إشراق” خطواتها الواثقة نحو التمكين، عبر تنفيذ مشروع المسح الوطني لاضطراب ADHD، أحد أبرز مبادراتها النوعية، والذي يُعد أول مشروع شامل من نوعه على مستوى المملكة، يهدف إلى بناء قاعدة بيانات علمية دقيقة تسهم في تحسين جودة حياة المشخصين، ومناصرة كل ما يتصل بالخدمات المقدمة لهم في مختلف القطاعات.
وينطلق المشروع برؤية طموحة تستند إلى أهمية المعرفة كأساس لصنع السياسات المؤثرة، إذ تسعى “إشراق” من خلاله إلى بناء القرارات المناصرة وفقًا للبيانات العلمية الدقيقة، ولتكون مرجعًا وطنيًا موثوقًا يسهم في تطوير الخدمات الصحية والتربوية والاجتماعية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويمر المشروع بثلاث مراحل رئيسية بدأت بالدراسات التأسيسية خلال الفترة من 2019 وحتى 2023، والتي أجريت فيها أبحاث استطلاعية لتحديد المؤشرات الأولية لانتشار اضطراب ADHD في المملكة، مع التحقق من صدق وثبات الأدوات المستخدمة وتكييفها لتلائم البيئة السعودية. أعقب ذلك تنفيذ المسح الوطني الشامل في عام 2024 بالتعاون مع الهيئة العامة للإحصاء، وشمل جميع مناطق المملكة الثلاث عشرة، واستهدف الأطفال والمراهقين والبالغين، بمشاركة أولياء الأمور والمعلمين والمستجيبين البالغين. أما المرحلة الثالثة، وهي المسح الوطني العيادي، فقد انطلقت في عام 2025، ويجري تنفيذها حاليًا بمشاركة أكثر من أربعين استشاريًا في الطب النفسي، وما يزيد عن أربعين مساعدًا باحثًا، موزعين في مختلف مناطق المملكة.
ويسعى المشروع إلى تحديد الفئات الأكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وردم الفجوات القائمة في الخدمات المقدمة، مع دعم صناعة القرار بالاعتماد على بيانات دقيقة وموثوقة ناتجة عن دراسات علمية متخصصة.
كما تهدف مخرجات المشروع إلى أن تكون قاعدة بيانات وطنية مرجعية، تسهم في إنتاج أدوات مسح وفرز علمية مقننة على البيئة السعودية، وتدعم تصميم تدخلات مهنية دقيقة تحقق أثرًا إيجابيًا مستدامًا في حياة الأفراد المشخصين بالاضطراب ومناصرتهم في مختلف مراحل حياتهم.
وتؤمن “إشراق” بأن المعرفة هي بداية الحل، وأن الفهم العميق للواقع هو أولى خطوات التغيير، مؤكدة أن المشروع الوطني الحالي سيكون منطلقًا حقيقيًا لرسم مستقبل أكثر إشراقًا للفئة المستهدفة.