اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
حمد آل كليب – الوئام
تعتمد بعض القنوات الفضائية على برامج التصويت الجماهيري كمصدر دخل رئيسي، من خلال رسائل مدفوعة أو تطبيقات إلكترونية، حيث يشارك الجمهور بدافع دعم مرشح يمثّل منطقته أو قبيلته أو محيطه الاجتماعي، مما يحوّل هذه البرامج من منصات لاكتشاف المواهب إلى ساحات تنافس مناطقي وقبلي.
ورغم الترويج لهذه البرامج باعتبارها مسابقات عادلة، إلا أن آلية الفوز تعتمد كليًا على حجم التصويت، دون أي ضمانات بأن الموهبة أو الأداء هو الفيصل.
ويدفع المتابعون مبالغ كبيرة دون معرفة حجم العوائد الفعلية أو تقديم خدمة مجتمعية واضحة.
اللافت أن كثيرًا من هذه البرامج تنتهي دون أثر ملموس للفائزين، حيث تختفي أسماؤهم بعد انتهاء الموسم، ولا تحظى بمتابعة إعلامية تُذكر.
وفي المقابل، تستمر القناة في تحقيق مكاسب مباشرة من جمهور تحرّكه العاطفة والانتماءات، بينما تكون الجوائز التي يحصل عليها الفائزون محدودة مقارنة بحجم المشاركة والتصويت.
تشير مؤشرات التفاعل إلى أن التصويت غالبًا لا يُبنى على معايير فنية، بل على “الفزعة”، وهي تعبير اجتماعي يعكس روح الدعم العاطفي والقبلي، مما يضعف عدالة النتائج.
كما أن كثيرًا من المشاركين يخوضون المنافسة بدعم جماعي، دون امتلاك أدوات الاستمرار في المجال الإعلامي أو الفني.
الجهات المستفيدة من هذا النموذج تشمل القنوات الفضائية التي تحقق أرباحًا مباشرة، وشركات الاتصالات التي تتقاسم العائد من الرسائل، إلى جانب الرعاة التجاريين الذين يجنون مكاسب إعلانية.
أما الجمهور، فهو يدفع مقابل تجربة مؤقتة لا تضمن له مردودًا ملموسًا، سواء من حيث المحتوى أو التأثير.
في الختام
تظل برامج التصويت الجماهيري بين أسئلة بلا إجابة، وأرباح ضخمة، ومشاركات يغلب عليها الحماس العاطفي أكثر من التقييم الموضوعي.
ويستمر الجدل بين واقع تحقّق فيه القنوات مكاسب كبيرة، ومأمول لا يزال بعيدًا عن مضمون هادف يخدم المتلقي والمجتمع