اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١٩ حزيران ٢٠٢٥
الرياض - الثقافي
يعتبر كتاب 'خيانة المثقفين' للفيلسوف الفرنسي جوليان بيندا الذي نُشر عام 1927 وأعيد طباعته حديثاً، من الأعمال البارزة التي تناولت موضوعات فلسفية وأدبية حول دور المثقفين في المجتمع وعلاقتهم بالسلطة، واستغلالهم وتورطهم في الأنظمة الاستبدادية التي تقوض الحريات والحقوق الأساسية. قام بترجمته إلى العربية محمد صابر، وقدم له محمد صوان، ونشرته مكتبة جرير، ضمن مؤلفاته المترجمة.
يطرح الكتاب نقداً حاداً لما يسميه 'خيانة المثقفين'، حيث ينتقد المثقفين الذين ضحوا بالقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية من أجل دعم أنظمة أو أيديولوجيات اتسمت بالقوة والقمع. ويرى أنهم في العصور الحديثة قد تحولوا من مدافعين عن الحقيقة والعدالة إلى أدوات لها.
واعتبر الكاتب أن فيما يقوم به بعض المثقفين تدميراً للقيم الإنسانية، حيث يُدين بيندا كيف أن المثقفين أصبحوا يعبرون عن أفكار وأيديولوجيات تُخدم مصالحهم الشخصية في مقابل المبادئ الأخلاقية والإنسانية. 'تأثير الأنظمة السياسية'، حيث ينتقد بشدة تواطؤ المثقفين مع الأنظمة السياسية الاستبدادية في فترة ما بين الحربين العالميتين، خاصة في أوروبا. حيث يرون في ذلك انحرافاً عن وظيفتهم التقليدية في نقل الحقائق والمبادئ الأخلاقية.
وبالنسبة لـ'الاختلاف بين المثقف العادي والمثقف-المؤمن' يميز بين المثقفين الذين يتسمون بالحياد الفكري ويقفون مع المبادئ الإنسانية، والمثقفين الذين يُصبحون 'مؤمنين' بأيديولوجيات سياسية ويحاربون لصالحها. وعن 'مفهوم 'الخيانة' يشير بيندا إلى أن المثقفين قد خانوا دورهم الأصيل في السعي وراء الحقيقة والنزاهة الفكرية، وحلّوا مكان ذلك دعمهم للأنظمة الاستبدادية، سواء كانت دينية أو سياسية، بما يخدم مصالحهم الشخصية أو العامة.
وفيما يخص النقد والانتقادات يرى البعض أن نقد الكاتب كان قاسياً جداً على المثقفين وأنه لم يعطِ إشارات إيجابية لهم في سعيهم لتحسين المجتمع، كما أن الكتاب قد يواجه اتهامات بمحدودية الشمول في تقديم العوائق التي يواجهها المثقفون في العصر الحديث، حيث إن بعض القراء يعتقدون أن بيندا قد ركز أكثر على المثقفين الغربيين في إطار الثقافة الأوروبية أكثر من باقي أنحاء العالم.