اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٢
الرياض - سعدون العويمري
سلّط مختصون في الآثار والسياحة الضوء على أهمية ودور الإبل في الحضارة القديمة وقيمتها العالية في حياة إنسان الجزيرة العربية.
جاء ذلك ضمن الندوة التي نظمها نادي الإبل اليوم الثلاثاء تحت عنوان 'القيمة الحضارية والثقافية للإبل'، بالتعاون مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل 7، وأدارها عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله المنيف.
وبين أستاذ الآثار والسياحة بجامعة الملك سعود الدكتور سعد الراشد، أهمية ودور الإبل في التنقل والترحال في حياة سكان الجزيرة العربية وقيمتها الحضارية والثقافية، مشيراً إلى طرق الحج في بداية الحضارة الإسلامية، وأبرزها طريق زبيدة، مستعرضاً الخريطة الجغرافية له وصوره الفوتوغرافية، والآثار والشواهد والمعالم التي تم اكتشافها حوله، موضحاً أن الطريق يمتد من مدينة الكوفة إلى مكة المكرمة بمسافة تصل إلى 1500 كيلو متر، وشهد اهتمامًا خلال الخلافة الإسلامية عبر رصفه وتمهيده لمسير قوافل الإبل.
من جهته، بيّن أستاذ اللغات السامية في قسم الآثار بجامعة الملك سعود، الأستاذ الدكتور سعيد السعيد، أن الجمل حظي بأهمية كبيرة لدى الإنسان العربي لما يتمتع به من أدوار وظيفية متنوعة في النقل والغذاء وقطع المسافات في الصحراء، وقدرته على تحمل العطش عدة أيام والتكيف مع حرارة الصحراء، مؤكداً أن الجمل عبر العصور يُعد عنصراً مهماً من عناصر الثروة والقوة لدى العرب وأحد أسباب رفاهية الشعب العربي ومقاييس الجاه والثراء.
وأشار إلى موضوع الخلاف حول الموطن الرئيس للجمل، بوجود فرضيتين لبداية وجوده، تفيد الأولى بنشأته في أمريكا الشمالية قبل 40 مليون سنة، قبل أن يهاجر إلى الجزيرة العربية، بينما تفيد الفرضية الثانية بأن موطنه الأصلي في منطقة منغوليا غرب آسيا، مبيناً أن استخدام الجمل في التنقل والترحال قبل نحو 3500 عام أحدث ثورة كبيرة في عالم الاتصال والتواصل، توازي الاختراعات العلمية في الوقت الراهن.
بدوره تحدث أستاذ الآثار بجامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور سالم طيران، عن تواجد الجمل في حضارة قرية الفاو خلال القرن الرابع قبل الميلاد، مبينًا اكتشاف آثار كثيرة ودلائل حول وجوده في تلك الحضارة، ودوره المهم في حياة سكان قرية الفاو وإنسان الجزيرة العربية، ودوره الأساس في القوافل التجارية البرية.
ولفت الدكتور ابن طيران، إلى اكتشاف أحافير وآثار في قرية الفاو، من بينها فنون صخرية وعظام إبل استخدمت للكتابة عليها، وبعض تماثيل الجمال المصنوعة من الفخار والبرونز والمعدن.