اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٤
خالد الربيش
بإصرار وعزيمة وخطوات واثقة تواصل المملكة تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة والشعب السعودي بإعادة بناء الدولة على أسس ومرتكزات علمية حديثة، تواكب بها المستجدات العالمية، وعلى رأس هذه المرتكزات، برامج الذكاء الاصطناعي والبيانات، التي باتت جزءاً لا يتجزأ من أي مشروع تطويري، يستهدف دفع مسيرة البلاد إلى الأمام.
تفعيل برامج الذكاء الاصطناعي في المملكة بشكل رسمي لم يظهر فجأة، حيث ورد في تفاصيل رؤية 2030 التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في صيف العام 2016، إذ كان سموه حريصاً على استشراف المستقبل، وتفعيل كل ما هو حديث في مفاصل الدولة، ويؤكد ذلك أن البيانات والذكاء الاصطناعي تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في تحقيق 66 هدفاً من أصل 96 هدفاً تحتويها الرؤية.
ومن هنا جاء قرار إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) برئاسة سمو ولي العهد في العام 2019، وتهتم الهيئة بتطوير إستراتيجية المملكة للبيانات، وإيجاد قطاعات اقتصادية متنوعة، وتطوير الكوادر السعودية في مجال البيانات، وهو ما يتماشى مع بعض أهداف الرؤية، بتحسين صورة المملكة عالمياً، وتحقيق تنمية اقتصادية تعتمد في دخلها على مصادر متنوعة عن طريق دعم القطاعات والصناعات غير النفطية.
ولطالما أبدى سمو ولي العهد اهتمامه ودعمه الدائم والمستمر لمجال الذكاء والاصطناعي والبيانات، وهو ما يفسر اهتمامه الشخصي بـ»سدايا» للقيام بمهامها الرئيسة في قيادة الملف الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي وتحقيق الاستفادة المثلى من هذه التقنيات المتقدمة بما يُعزز من مكانة المملكة الدولية في هذا المجال وتحقيق الريادة لها.
ويبلغ اهتمام المملكة بمجال الذكاء الاصطناعي ذروته باستضافة الرياض نسختين من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وها هي تستعد لاستضافة النسخة الثالثة في سبتمبر المقبل بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، في مشهد يؤكد أن السعودية أصبحت مركزاً دولياً للمؤتمرات والقمم ذات الصبغة العلمية، نظراً لخبراتها المتراكمة، وقدراتها الاستثنائية على تنظيم هذه القمم، ودفعها إلى تحقيق كل الأهداف المرجوة منها، ويزيد من مهمة المملكة في النسخة الثالثة أنها تشهد اهتماماً دولياً بالبيانات والذكاء الاصطناعي في ظل التطور المتسارع لتقنياتها وتأثيرها الكلي على مستوى الفرد والمؤسسات.